كتبت دموع الأسمر في الديار :
بعيد انتخابات العام 2018 معظم السياسيين في طرابلس والشمال اقفلوا ابوابهم وانكفأوا عن استقبال المواطنين، وجاء حراك 17 تشرين العام 2019 ولاحقا تفشي وباء الكورونا ليزيد في عزلة السياسيين وابتعادهم عن قواعدهم الشعبية، وليقدموا اعتذارا في كل مناسبة عن استقبال الناس بحجة الاوضاع السائدة الى اليوم.
فقد الطرابلسيون، منذ اقفال ابواب نوابهم واقفال مكاتبهم الدعم والمساندة، خاصة منذ تفاقم الازمة المالية والمعيشية التي خنقت المواطنين لحظة انهيار الليرة اللبنانية وفقدان الدواء والاستشفاء وكل حاجيات الحياة اليومية.
استند الطرابلسيون في السنوات الماضية كثيرا على مكاتب المساعدات الاجتماعية، لكن انكفاء هذه المكاتب نتيجة الظروف التي مرت وتمر بالبلاد، ادى بالواقع المعيشي في المدينة الى التراجع والانهيار، ودفع بالعديد من العائلات الى الاعلان عن فقدان ثقتهم بالطبقة السياسية التي اعتبروها انها تخلت عنهم في اصعب الظروف واقساها…
بعض الاوساط الاجتماعية ترى في الاستحقاق الانتخابي المقبل فرصة لمحاسبة هذه الطبقة السياسية التي تركت الناس يصارعون الامواج المعيشية والاقتصادية العاتية وحيدين،ويرون ان اي مبرر لهذا الغياب غير مبرر. وفي ظل هذا الواقع، يتابع الطرابلسيون ما يجري من استعدادات لخوض الانتخابات النيابية المقبلة بعد الاعلان عن موعد اجرائها في 15 أيار المقبل، ولاحظت اوساط طرابلسية وشمالية ان اسماء مرشحين شبان بدأت تبرز، وبينهم اولاد نواب اثر عزوف الاباء، وان المجلس النيابي المقبل سيشهد دخول نواب شبان الى قبة البرلمان، بتوريث سياسي متواصل.
ولاحظت هذه الاوساط ان مرشحي المجتمع المدني لم يحققوا الحضور الشعبي الكافي الذي يؤهلهم لتأمين حاصل انتخابي يوفر لهم الفوز، ولذلك فان المشهد الانتخابي سيبقى على حاله مع تعديل طفيف في بعض المقاعد، وان شكل التحالفات ستلعب دورا في توفير الحظ للمرشحين من اللوائح الانتخابية.
لكن هذا المشهد لن يكون واضحا قبل تحديد موقف «تيار المستقبل»من جهة،وتحديد موقف ميقاتي من جهة ثانية…وكله مؤجل الى العام الجديد بانتظار ان تعلن التيارات والقوى السياسية عن مواقفها والتحالفات الممكنة.