حلف باسيل مع الحزب “طار”.. وبقي البيطار!

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

يسود الإحباط في صفوف التيّار الوطني الحر بعد قرار المجلس الدستوري، كما تكثر المخاوف عن إجهاض الجهود الرامية لعودة اجتماع مجلس الوزراء المنقسم بالفعل، بعد مضي أكثر من شهرين على آخر اجتماع له والذي يقوده الرئيس نجيب ميقاتي.

 

وقال النائب جبران باسيل، في مؤتمره الصحافي امس، إنّ الإصلاح كان من شأنه في واقع الأمر أنّ يساعد الناخبين في الخارج، من خلال تكوين مجموعة من أعضاء البرلمان الذين يمثلونهم وحدهم.

فيما رد  مصدر بارز في حزب الله، إنّ التيار لن يقبل أيّ حكم يخالف قبول الطعن، لافتاً الى أنّ القضية قد تتصاعد سياسياً.

على الارجح، انّ موقف باسيل لم يلقَ استحسان “الثنائي الشيعي”، خصوصاً لدى حزب الله. فرغم اعتقاده أنّ باسيل كان يسعى للفوز بالصفقة، إلّا أنّ الحزب هذه المرة يؤمن أنّ الرهان على الوقت والصبر وتقطيع المراحل هو الكفيل بلجم أصحاب الشروط. من هنا يأخذ الحزب على باسيل رغبته  بكل شيء ويريد كل شيء في حسم الامور لصالحه دون مراعاة الحليف الثابت ايّ حركة امل – رغم الاتفاق مع التيّارعلى الخطوط الإستراتيجية، الا انّ التفاهمات الداخلية “المُخيبة للامال” كان آخرها قرار المجلس الدستور بـ”اللا قرار” الذي قصم ظهر البعير بين الطرفين.

انطلاقاً من هذه المعطيات، كان الهدف الذي أمل باسيل إصابته هو الرئاسة كما ذكرنا آنفاً، وكل المعركة التي يخوضها هي لخلافة عمه رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، بعدما وضع كل بيضاته في سلّة حزب الله لكسب تأييده، بإعتقاده أنّ تأييد الحزب له سيسهّل مهمته، واراد أنّ يبدأ معركته الرئاسية من المربّع نفسه الذي بدأ منه عون.

وفي هذا الاطار، فُهم انّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي نجح بـ”إغتيال” باسيل سياسياً ومعه التيّار، اذ من المؤكد انّ باسيل ليس لهُ القدرة بتتطيير المحقق العدلي بإنفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، وهذا ما كان  بري قد أكدّه قبل أيّام لامين عام حزب الله حسن نصرالله في اتصالٍ هاتفي كما تشير المعلومات.

 

فالحزب يرى هذه المرة بأنه ليس هناك من بارجة لتُضرب، وليس هناك من عدو سيتقهقر في بنت جبيل، وليس هناك من مخطّط كالخامس من أيار ليُدحض بعد يومين على الأرض، واللعبة فقط انتخابات نيابية تحتفل الجماهير بنتيجتها عند نهاية الفرز، وهذا هو لبّ الخلاف بين الحزب والتيّار، لأنّه على دراية ان حليفه لم يعد بمقدوره تأمين الأكثرية المسيحية، وبالتالي لم يعد غطاءً لهُ ولسلاحه.

فجاءت النتيجة مدوية “طار” الحلف وبقي البيطار.

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …