كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
يطل الفاتيكان على الملفات اللبنانية مجددا من خلال حدثين اساسيين: الاول يتمثل بزيارة يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الفاتيكان الأربعاء المقبل، حيث من المرجح ان يلتقي البابا فرنسيس. والثاني زيارة وزير خارجية الفاتيكان بياترو غالاغر إلى لبنان قبل الأعياد للاطلاع على الاوضاع.
ويبدي البابا اهمية كبيرة للملف اللبناني والذي عقد لأجله لقاء روحيا مطلع تموز الفائت، كما كان الملف محورا اساسيا في محادثاته مع الرئيس الاميركي جو بايدن الشهر الفائت. كما ان زيارته الى لبنان ما زالت قائمة من دون تحديد الموعد بعد، على الرغم من انه سبق للبابا فرنسيس ان اعلن خلال شهر آب الماضي، رغبته “الشديدة” في زيارة لبنان، وذلك في خطاب ألقاه في الفاتيكان، بالتزامن مع الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت.
وقد اوضح مصدر دبلوماسي مطلع ان زيارة غالاغر الى لبنان، تأتي بعد زيارة الى روسيا (في 9 الجاري) حيث شدد على رفض الكرسي الرسولي خلق أي تهديدات للمسيحيين المقيمين في مناطق معينة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا. الى جانب الزيارة التي قام بها عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الى حلب مطلع الشهر الجاري.
واشار المصدر الى انه لا يمكن “نسج تحاليل” حول موعد زيارة البابا الى لبنان، لكن حتى اللحظة النية متوفرة لاتمامها وعقد لقاءات مع القيادات السياسية والروحية وفي مقدمها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، في ضوء المذكرات التي ترسلها اسبوعيا البطريركية المارونية عن الوضع في لبنان.
وردا على سؤال، اوضح المصدر ان الملفات ومنها الاعداد للزيارات تتابع ببطئ وبسرية تامة في الدوائر الفاتيكانية، ولا يتم اعلان الكثير عن مجرياتها، لكن من الواضح ان البابا اثار الوضع اللبناني في لقائه مع بايدن، ولكن ما هي النتيجة او متى ستظهر، فلا يمكن التكهن.
وشدد المصدر على ان الفاتيكان ليس ادارة تنفيذية، بل جهاز او قوة دفع باتجاه تنفيذ الحلول، بمعنى ان التنفيذ ليس في يده، وهو في هذا السياق يطالب بانقاذ لبنان والوجود المسيحي فيه والحفاظ على الحرية والديموقراطية، كما يذكر ان “دولة لبنان” في خطر التلاشي، وهي دولة عزيزة على قلب الفاتيكان، الذي ارادها نموذجا للتعايش ها هي تتحول الى نموذج للتقاتل.
وختم المصدر مذكرا بـ”يوم التفكير والصلاة من أجل لبنان” الذي عقد في الفاتيكان في الاول من تموز الفائت، الذي كان من المرات النادرة التي يجمع فيها البابا قيادات مسيحية من الكنائس الشرقية والغربية في مكان واحد لمناقشة اقتراحات لإنقاذ بلد ما.