أفادت القناة “12” الإسرائيلية، اليوم السبت، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن هناك إجماعاً داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”، رغم المواقف المتشددة التي يتخذها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وسحبه وفد التفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
وأشارت القناة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قال خلال مناقشات مغلقة إن الضغط العسكري الأخير على قطاع غزة خلق ظروفاً مناسبة لإعادة الأسرى، داعياً إلى استغلال “نافذة الفرص” التي فُتحت للمضي في الاتفاق، بحسب ما نقلت المصادر.
تصريحات زامير ترافقت مع قرار نتنياهو المفاجئ الخميس الماضي بسحب كامل الوفد الإسرائيلي من الدوحة، بحجة رفض “حماس” التنازل عن مطلبها بالحصول على ضمانات أميركية لإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول”.
وكان نتنياهو قد أوعز الثلاثاء بعودة كبار أعضاء الوفد، والإبقاء فقط على الطواقم الفنية، قبل أن يأمر الخميس بانسحابهم جميعاً من المفاوضات الجارية في قطر.
رغم هذا القرار السياسي، تؤكد التقارير أن الوفد الذي كان مكلفاً بالتفاوض يضم ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، الشاباك، ومكتب رئيس الحكومة، ما يكشف عن تباين واضح بين المواقف العسكرية والسياسية في إسرائيل إزاء إدارة الملف.
وكان نتنياهو قد صرح الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحافي، أن إسرائيل منفتحة على وقف إطلاق نار مؤقت، لكنه شدد على رفض أي التزام بوقف دائم للحرب، وهو ما ترفضه حركة “حماس” بشدة، التي تطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وضمانات دولية لإنهاء الحرب نهائياً.
التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن نحو 24 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا على قيد الحياة داخل غزة، وتسعى تل أبيب، وفق القناة “12”، إلى إطلاق سراح عشرة منهم في مرحلة أولى ضمن أي اتفاق محتمل.
وتأتي هذه التطورات بينما كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية قد استؤنفت في 18 آذار الماضي، بعد توقف مؤقت بموجب هدنة بوساطة مصرية-قطرية-أميركية، في ظل تعثر المرحلة التالية من المفاوضات.