أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع توضيحا لحديثه إلى برنامج صار الوقت إنطلاقا من معراب وليس من الأستوديو “أنني لست مع فكرة الاطلالة مرة من “النقاش” ومرة من معراب، وإن شاء الله قريباً من “أدما” وإن شاء الله الحق يعود لأصحابه، فالواقع أنا أفضّل لو كنت معكم في الاستوديو، لكن هذا يتطلب وجود دولة بسطت سيادتها فعلاً، لا خلايا أمنية خارجها، وعندها يشعر المواطن بالأمان، وبالتالي هذا هو السبب الوحيد الذي يمنعني من النزول الى الأستوديو.”
جعجع وفي مقابلة ضمن البرنامج عبر “mtv”، أشار إلى أن وزير الثقافة غسان سلامة مثقف ومحترم ورفع اسم لبنان عالياً في مهمات خارجية عدة، لكن هذا أمر، وما قاله في مقابلته أخيرا أمر آخر، فمع كل تقديري له، لا أؤيد أبداً مقاربته لموضوع السلاح، وهو كان مبعوثا أمميا الى ليبيا لإيجاد حل بين المتنازعين، وهو عندما قال ما قاله وكأنه ما زال هناك ويعمل على حل نزاع بين الدولة والحزب، فقد خرج عن الموضوع ووضع مسألة السلاح في مكان آخر. منذ 30 سنة والحزب متعدٍّ على الدولة ومع كامل احترامي للوزير سلامة لكنه “مضيّع” البوصلة في موضوع السلاح الذي لا يحتمل جدلا أو انتظارا.
شدد جعجع على أن من ينظر من الخارج يشعر ان لكل من رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء ولنا نحن مواقف مختلفة، فيما الحقيقة مختلفة لان الجميع يريدون الأمر ذاته. وقال: عندما تحدث رئيس الجمهورية عن الحوار “راح فكري” الى طاولات الحوار الوطنية المملة والتي لا معنى ولا نتيجة لها، في وقت القرار في شأن سلاح الحزب متخذ من حكومة الحزب أي حكومة ميقاتي التي وافقت على قرار وقف اطلاق النار بمندرجاته كلها، والذي يتضمن حصر السلاح بيد الدولة. من هنا القرار واضح، وقد اتخذته الموالاة في حينه وهو ما كانت تطالب به المعارضة منذ 20 سنة، مضيفاً “لقد ظننت أن الرئيس جوزف عون يطرح طاولة حوار، فيما الحقيقة انه يطرح تواصلا مباشرا مع الحزب ووضْعَ خطةٍ وجدولٍ زمني لتسليم السلاح.”
ورداً على سؤال، لفت جعجع إلى”أن لا شيء اسمه جنوب الليطاني وشمال الليطاني، هذه البدعة انتهت، وربما بسبب مطلبنا بتسليم السلاح اغتيل رفيق الحريري وكوكبة من الشخصيات، لأنهم اعتبروا أن الحريري كان خلف القرار 1559. وأكد أن “الوقت يضغط علينا جميعا، ولبنان مطالب بتنفيذ القرار.”
قال “الاختلاف الايديولوجي لا يفسد في الود قضية، وعلى الرغم من خلافنا مع الحزب التقينا في مناسبات عدة في مجلس الوزراء، والقوات ليس لديها مشكلة مع الحزب إنما الموضوع يكمن في قيام دولة لبنانية فعلية لها مقوماتها.”
أضاف: “الحديث عن حوار واستراتيجية دفاعية يعني عمليا أن على الدنيا السلام. لا مزاح هذه المرة، لا فرق بين جنوب وشمال الليطاني، ويفترض بالدولة في لبنان القيام بكل ما هو مطلوب، ومرجعيتنا في الوقت الحاضر هو اتفاق وقف اطلاق النار، وهناك قرارات دولية ملزمة، منها ال1701 وال1559، ونحن ما نزال نعيش خارج كوكب الارض، ولا نملك الترف لأننا اساساً ننتظر ان يدفعوا لنا رواتب عسكريينا.”
رئيس “القوات” اعتبر أننا إذا استمررنا كما نحن الآن، لن تتوقف اسرائيل عن القيام باغتيالات، إنما الاغتيالات ستزداد والنقاط الـ5 ستصبح 10. وقال: لا خصومة ومنافسة سياسية مع الحزب ولا نتزاحم في الإنتخابات، لكن هناك طريقة واحدة للخروج من الوضعية التي نحن فيها، فالمحكِّم هو أميركا اليوم، وعلينا أن نربح اميركا لإخراج اسرائيل. فأميركا لديها اهتمامات أخرى، وصحافة احمد سعيد والصحّاف علينا ان ننتهي منها.”
استطرد: لقد أبلغت الموفدة أورتاغوس أن تسليم السلاح هو مطلبنا منذ 30 سنة وقبل ان يكون مطلبكم، إننانريد ان نعيش في ظل دولة، وفي حال بقي سلاح الحزب معه فأين سنكون، وما النتيجة؟ خراب وخراب وخراب.
أضاف: لم نسمع من أورتاغوس في التصريحات الإعلامية هنا ما سمعناه منها في ابو ظبي، لكنها قالت الكثير في الإجتماعات المغلقة. ورأى أن كل لحظة نضيعها لها ثمنها، وعلى لبنان إبلاغ اميركا، الحكم في هذا الملف، ومن اختارها هو محور الممانعة، أنه يريد تنفيذ الشق المتعلق به في وقف اطلاق النار ووضع مهلة زمنية، وفي المقابل على اسرائيل أن تنفذ الشق المتعلق بها.”
أوضح أن الأمور ليست بالبساطة لكنها في الوقت ليست بالضخامة التي يطرحها البعض، إذ يجب البدء بإبلاغ الحزب ان لديه مهلة زمنية لتقرير ماذا سيفعل بحزبه، فصحيح لا نريد صداما بين الجيش والحزب، ولكن يجب بلورة الأمور كما ينبغي. فالواقع لا مجال لاستراتيجية دفاعية وأيام الحوار ولّت، وما يبقى هو وضع جدول زمني فوري، ووزراؤنا طالبوا بذلك وطلب منهم رئيس الجمهورية القليل من الوقت. الجميع في هذا الجو لكن محور الممانعة يحاول العرقلة.”
أردف: لا أخفي أنني “نقزت” من طرح الحوار من قبل الرئيس، لكن تبين انه بمعنى تواصل مباشر بينه و”الحزب” لتحديد جدول زمني. إننا نعارض طاولات حوار لدراسة استراتيجية امن وطني، أي كلام هذا؟ هل نضعها أنا وسامي الجميل مثلاً؟ الجيش من يقرر ذلك ويطرح الاستراتيجية على مجلس الوزراء وتتم الموافقة عليها.”
جعجع الذي اشار إلى انه لم يسمع احداً من الحزب يهدد بحرب أهلية، إنما يتمسك على الأكثر بسلاحه، أكد أن “لا احد في لبنان يريد حربا اهلية ولا ارى احدا في البلد قادر على القيام بحرب أهلية، فالحرب تكون بين مجموعتين شعبيتين، فيما اليوم هذا الأمر ليس مطروحا، إنما ثمة دولة تحاول الوقوف، وعلينا مساعدتها وعلى من يعرقل قيامها ان يتوقف عن ذلك. ”
وعن إمكان حدوث انشقاق في الجيش، قال: لقد أثبتت أحداث كثيرة أن الشيعة في الجيش كسواهم عناصر منضبطة، ويبقى هناك 1 أو 2 او 10% ربما قد يتمايزون بعض الشيء، ولكن ذلك لا يؤثر.”
وعن رأيه بنواب التغيير، قال” هناك قواعد شعبية انتخبتهم وهي من تحدد رأيها بهم وإن كانت ستعيد انتخابهم.”
رداً على سؤال أجاب ” حين كنت تحت سابع أرض كنت كلي ايماناً أننا سنصل الى حيث نحن اليوم. يوم كنت تحت سابع ارض كان هناك صبية في يسوع الملك، صمدت حتى النهاية. وفي هذا السياق قال لي صحافي: “اتجهت لزيارتها، رأيت أنهم حوطوا المنزل بثكنة عسكرية، لكن ستريدا كانت تغزل بين الجميع. ظننت انها لن تصمد لكنها صمدت وصمدت وصمدت وحملت المشعل كما يجب”.
وشدّد على أن ما يطمئن البيئة الحاضنة للحزب هو ما يطمئننا، وفي آخر 30 سنة، البيئة الحاضنة أكثر من استفادت من الدولة في لبنان، وإن أراد الحزب أن تخدم الدولة بيئته، عليه ان ينزع السلاح من طريقها وتركها لتكون دولة فعلية. لبنان ليس أرض معركة، كل يوم نسمع عن لقاءات بين مسؤولين في الحزب مع قيادات في حماس، في وقت الجزائر وهي دولة راديكالية رفضت استقبال قيادات حماس. وبالتالي أين مصلحتنا في هذه الامور؟
وتمنى جعجع أن يكون الجيش “حازماً وواضحاً ويحمي حدودنا وفي الوقت عينه يمنع التهريب والأعمال غير الشرعية من أرضنا.”
وعن تفرد مورغان أورتاغوس بزيارته دون سواه من السياسيين، علق جعجع قائلاً “منذ زمن بعيد، تربطني صداقة بعدد من المبعوثين الاميركيين و”جيل بصير يخبّر جيل”، وأعتقد أن الوضوح والإستقامة والثبات تجعل ممثلي الدول الخارجية يأتون إلينا لاستقاء معلومات عن الداخل، لا أكثر ولا أقل.”
وعن الانتخابات البلدية، قال مازحا: يهمني جداً “تحسين النسل”، أي اللجوء الى نخب شبابية ووجوه قد لا تكون معروفة لكنها تتمتع بالكثير من الكفاءات، هذا هو المقياس الأساسي، والى جانب ذلك لا بد من القيام بتحالفات معينة.”
وعما يقال حول وضع فيتو على الحريرية السياسية، نفى رئيس القوات هذا الكلام، مؤكداً أن ليس هناك أي فيتو على الحريرية السياسية, وخلال الـ30 سنة الماضية إن قدّم أحد شيئاً للبنان فهي الحريرية السياسية، لكنني فهمت أنهم لا يريدون الخوض في المعارك البلدية بشكل مباشر.”
أما عن بلدية بيروت فقال: “المناصفة في بيروت ضرورية وإن لم تتحقق، فنحن ذاهبون الى قانون بلدي آخر، “وما حدا يلوم حدا”. إن المكان الوحيد الذي سنجتمع فيه مع جميع الفرقاء المسيحيين هو في بيروت لتأمين المناصفة، على أن تكون لائحة كبيرة تضم الأفرقاء كلهم. وإن لم تتحقق المناصفة في بيروت فسنطرح قانونا بعد الانتخابات مباشرة، لا يقسّم العاصمة، فأنا لا أحب عبارة تقسيم، بل يعيد تنظيمها.
وفي شأن بلدية جونية، قال ردا على سؤال حول غياب التيار الوطني الحر عن التحالف الواسع: “ما بدنا نتعّب العونيين أكتر ما تعبوا” وأضاف: الأمور بدأت في جونية بمبادرة من منصور البون وابنه فؤاد اللذين أبديا ثقتهما بالقوات فقط ورغبتهما بخوض المعركة معها. ثم تواصلنا مع النائب نعمة افرام وهو تواصل مع الشيخ فريد الخازن، حتى وصلنا الى هنا في معركة جونية.”
تابع: في ما يخص مدينة البترون، نحن في تحالف متنوع يضم مرسلينو الحرك وسواه مع التيار الوطني الحر، لأن ثمة إعتبارات محلية في المدينة ونحترم هوية أبناء المنطقة.”
وعن بلدية زحلة، قال “نتحالف مع ميريام سكاف، وآل سكاف كانوا دائماً سياديين، وفي إحدى المراحل، لم يبق واقفا إلى جانب الرئيس كميل شمعون في حينه الا جوزيف سكاف. من جهة ثانية، صحيح ان هناك كتلة شيعية كبيرة من الاصوات في زحلة، ولكن بقدر ما تتكل لائحة من اللوائح على هذه الكتلة الشيعية في المدينة، بقدر ما ستخسر اصواتا من المسيحيين.”
لفت الى ان التحالفات البلدية لا تؤثر بالضرورة على التحالفات في الانتخابات النيابية.
وفي ما يتعلّق بالانتخابات البلدية في بشري، قال: “النائب ستريدا جعجع قامت بعمل جبار وهناك 10 بلديات من أصل 12 استبعد أن تحصل فيها معارك جدية.”
وحول القانون الانتخابي الحالي، رأى جعجع أنه “قد لا يكون مثاليا لكنه أفضل قانون يؤمن المناصفة التي يتم الحديث عنها، هناك نقطة واحدة تتطلب التعديل وهي اقتراع المغتربين الذين ينبغي ان ينتخبوا في الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها”
ورداً على سؤال، شدّد على “أن الجدول الزمني الفعلي لتسليم السلاح هو 6 أشهر، فالامور لا تتطلب أكثر من ذلك. فحتى نقل سلاح الحزب الى طهران لا يتطلب أكثر من ذلك.”
وعن إمكان استقالة وزراء القوات، قال: من المبكر الحديث عن هذه الامور، ان لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التوجه ذاته ولكن بمقاربات مختلفة، وكل ما نتمناه أن يبدأ منذ الغد التواصل لإيجاد حل للسلاح. الخطوات التي حصلت منذ انطلاقة العهد ليست مثالية، لكنها ليست قليلة ونحن بلا دولة منذ 30 سنة والامور تحتاج الى بعض الوقت.”
وعن تعيين حاكم مصرف لبنان، رأى جعجع “أنه من الطبيعي ان يختلف رئيسا الجمهورية والحكومة في الآراء أحيانا، ومن هنا أصررنا على طرح حاكم المصرف المركزي المفترض لرؤيته في مجلس الوزراء، وبعدما وجّه له جميع الوزراء أسئلتهم خرجوا بانطباع جيد حياله.”
وعن امكان زيارته سوريا، قال “الإدارة الجديدة في سوريا قيد الإنشاء، وعلينا انتظار ترتيب أمورها، وفي اي حال، رئيس الحكومة ذاهب إلى دمشق، والوزراء اللبنانيون يمثلوننا جميعا في زياراتهم.”
ورداً على سؤال حول هوية قاتل رشيد كرامي، قال: كثيرون قالوا الحقائق التي لم اكن أعرفها، ومنهم النائب اللواء أشرف ريفي ومستشار ياسر عرفات وسواهما وبالتالي، “القصة واضحة متل عين الشمس”.
رداً على سؤال، قال “من غير الوارد دخول عناصر “الحزب” الى الجيش كمجموعات، هذه عقيدة الجيش اللبناني: ممنوع على الحزبي الدخول الى الجيش.”
وسئل من هو سمير جعجع في نيسان 2025، فأجاب: “المواجهة مستمرة في ظروف وأشكال مختلفة للوصول الى دولة فعلية في لبنان. فالسنوات العشرون الأخيرة كانت كارثة، نحن نعمل على قيام دولة فعلية، وانطلاقاً من هنا ، المواجهة مستمرة”.