دياب: أبطأنا مسار الانهيار والأزمة البنيوية بحاجة إلى مساعدة خارجية

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن “سنة كاملة مرّت على استقالة الحكومة، والبلد ما يزال ‏يرزح تحت وطأة أزمة عميقة، واللبنانيون يواجهون معاناة ‏شديدة جداً، بينما لم تفلح المساعي، خلال سنة كاملة، لتشكيل ‏حكومة تستأنف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الذي ‏يبدو أنه الممرّ الوحيد المتاح راهناً للخروج من حالة ‏الانهيار”.

وأضاف، في بيان، “عندما استقالت حكومتنا، كانت المفاوضات مع صندوق النقد ‏قد قطعت شوطاً في التفاهم على خطة التعافي التي ‏وضعناها، لكن الانفجار المشؤوم في مرفأ بيروت أدى إلى ‏استقالة حكومتنا، فتوقفت المفاوضات، وانهارت كل مقومات ‏المناعة المالية والاقتصادية والاجتماعية في ظل انقطاع ‏خارجي تام عن مساعدة لبنان اقتصادياً ومالياً، حيث ‏اقتصرت معظم تلك المساعدات على معالجة تداعيات ‏انفجار 4 آب”.

وتابع، “كانت الحكومة قد تعاملت مع الأزمة بواقعية. وعلى مدى ‏ستة أشهر من عمرها الفعلي تمكّنت من رسم صورة ‏مكتملة، للواقع المالي، وبالأرقام الدقيقة، وحدّدت بشفافية ‏حجم الفجوات الهائلة، والخسائر المتراكمة، ثم وضعت ‏خطة علمية وعملية قادرة على إخراج لبنان من المأزق. ‏ومع أن بعض المداخلات تسبّبت في تأخير تطبيق الخطة ‏ولم تستطع إيقافها، إلا أن الانفجار أحبط تنفيذ تلك الخطة، ‏ودخل البلد في المجهول السياسي والمالي والاقتصادي ‏والاجتماعي والمعيشي”.

واعتبر دياب أنه “على مدى سنة كاملة، وهي أطول فترة تصريف أعمال في ‏تاريخ لبنان، تعاملت الحكومة المستقيلة مع هذا النفق، على ‏الرغم من ضعف إمكاناتها، وضيق صلاحياتها، وفي غياب ‏أي مساعدة خارجية مؤثرة، وفي ظل تجاذبات سياسية ‏داخلية حادة. ومن الظلم أن تُرمى على حكومة تصريف ‏الأعمال تهمة التقاعس أو التهرّب من المسؤولية، فكل وزير ‏من هذه الحكومة، لم ينقطع عن عمله، ولم يتوقّف عن بذل ‏كل جهد للتعامل مع الأزمات المتتالية والمتلاحقة، والسراي ‏الكبير يشهد على حجم العمل الذي قامت به حكومة ‏تصريف الأعمال، والتي بلغت أعلى سقف من حالة ‏تصريف الأعمال، نظراً لدقة المرحلة وحساسية الوضع ‏وكثرة المشكلات. ويقيناً، أن حكومة تصريف الأعمال ‏تمكّنت من إبطاء مسار الانهيار، وهي مكبّلة بقيود كثيرة، ‏منها الدستوري والميثاقي والوطني والسياسي، إضافة إلى ‏إدارة ظهر خارجية كاملة للبنان، وجدرانٍ عالية تحول دون ‏مساعدة لبنان”.

وأضاف، “لقد بذلنا كل ما نستطيع، لكن أي حكومة قائمة، لن يكون ‏بمقدورها معالجة الأزمة البنيوية من دون مساعدة خارجية ‏وخطة عملية، فكيف يمكن بالتالي لحكومة تصريف أعمال ‏أن تعالج هذه الأزمة؟”.

وتابع، “اليوم، بعد سنة على الاستقالة، يلوح بعض الأمل في ‏الخروج من حالة المراوحة في تشكيل الحكومة، والتوقف ‏عن الدوران في الحلقة المفرغة، مع التأكيد على ضرورة ‏تقديم كل التسهيلات الممكنة في هذا السياق، فالتنازلات ‏صغيرة أمام مصلحة لبنان واللبنانيين، والمكاسب بلا قيمة ‏إذا حصل الإرتطام”.

وأردف، “لذلك، نحن محكومون بالرهان على نجاح المحاولات ‏الحالية لتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع الأزمة ‏العميقة التي يرزح لبنان تحت وطأتها. ولذلك، أدعو جميع ‏المخلصين لهذا الوطن، أن يتجاوزا كل الحسابات، وأن ‏يتخلّوا عن كل المصالح، من أجل مصلحة لبنان، ومن أجل ‏إنهاء الواقع المؤلم الذي يعيشه اللبنانيون”.

شاهد أيضاً

جعجع: لا وقت للمماطلة… تسليم سلاح حزب الله ضرورة فورية لحماية لبنان

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع توضيحا لحديثه إلى برنامج صار الوقت إنطلاقا من …