النصر والهزيمة مفهومان يتجاوزان الأرقام والإحصائيات، ليتجسدا في القيم والمبادئ والنتائج الاستراتيجية. النصر الحقيقي لا يتحقق بعدد القتلى أو حجم الدمار، بل بمدى قدرة الإنسان على حماية قضيته ومبادئه أمام آلة القمع والبطش. في المقابل، الهزيمة ليست في الخسائر المادية أو العددية، بل في فقدان الشرعية الأخلاقية والإنسانية.
اليوم، يُسلط الضوء على بنيامين نتنياهو الذي قاد حملة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني واللبناني باستخدام أسلحة مُحرّمة دوليًا، مدعومًا من دول كبرى تمدّه بالسلاح بلا قيد أو مساءلة. ورغم كل هذا الدعم، لم يتمكن من كسر إرادة الشعوب، ولم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة سوى المزيد من العزلة لإسرائيل على الصعيد العالمي.
نتنياهو أطلق حربًا وحشية بدعوى حماية أمن كيانه، لكنه انتهى إلى تعزيز صورة الجيش الإسرائيلي كأكثر الجيوش وحشيةً وإرهابًا في العالم. استهدف الأطفال، النساء، والمستشفيات، واعتقد أن القتل والدمار طريق لتحقيق أهدافه. لكنه نسي أن النصر لا يُقاس بحجم الدمار الذي تُحدثه القنابل، بل بإرادة الشعوب التي تصمد أمام هذه الجرائم.
أما الدول الداعمة بالسلاح المحرّم دوليًا، فهي شريكة في هذه الجرائم. تغاضت عن القانون الدولي وعن المبادئ الإنسانية، مفضّلةً المصالح السياسية والتحالفات على حساب أرواح الأبرياء. لكن هذا الدعم لم يُضعف عزيمة الفلسطينيين واللبنانيين، بل زادهم إصرارًا على المقاومة.
في النهاية، النصر هو أن تحافظ على قضيتك حية، وأن تبقى كرامتك فوق كل حسابات القوة. والهزيمة هي أن تفقد إنسانيتك، حتى وإن امتلكت أقوى الجيوش والأسلحة. هكذا، تُسطر الشعوب المستضعفة نصرها الأخلاقي في وجه قوة غاشمة لا تعرف إلا لغة البطش.
مكاريو٢١ مارسيل راشد