تستمر خروقات الصمت الانتخابي للأحد الثالث على التوالي، في ظل غياب واضح لأي رقابة فاعلة أو محاسبة رادعة، إذ تحوّل يوم الاقتراع إلى منبر مفتوح للنواب والمرشحين للترويج للوائحهم واستمالة الناخبين في آخر لحظة.
النائب فؤاد مخزومي لم يتوانَ عن الحديث عن محاولة فرض المناصفة في التصويت، مؤكدًا أن ما يحصل في بيروت ليس جديدًا، واصفًا المدينة بأنها تمثل كل لبنان.
النائب سامر التوم من القاع تحدث بثقة عن قوة وجوده منذ 2005، معتبرًا أن الانتخابات تقوم على مبدأ المحاسبة، في إشارة إلى رهان مباشر على ثقة الناخبين.
أما النائب ادكار طرابلسي، فخرق الصمت بوضوح حين دعا الناخب البيروتي عبر مقابلة تلفزيونية إلى الاقتراع “لائحة بيروت بتجمعنا كما هي وبدون تشطيب”، في دعاية انتخابية مباشرة وصريحة.
من جهته، استغل النائب حسين الحاج حسن مشاركته الإعلامية للحديث عن نسبة الاقتراع المرتفعة في بعلبك الهرمل، متوعدًا بنتائج تؤكد حضور وشعبية “الثنائي”، ومعتبرًا أن من ترشح ضدهم هو في النهاية من جمهور المقاومة.
النائب نبيل بدر لم يكتفِ بالتشديد على “خطر يهدد بيروت” بل دعا الأهالي صراحة للتصويت، مؤكدًا التمسك بالمناصفة وعدم تأثر النتائج بالتشطيب.
النائب جبران باسيل، من جهته، وصف لائحة “بيروت بتجمعنا” بأنها ضمانة للمناصفة والميثاق، داعيًا إلى انتخابها كاملة، في خرق مباشر وواضح للصمت الانتخابي.
وفي الهرمل، صرّح النائب إيهاب حمادة بأن دور “حزب الله” كان رعاية التوافق، واصفًا بيئته بأنها “أشرف الناس”، بينما اختتم النائب الياس إسطفان المشهد بالدعوة لانتخاب لائحة “قلب زحلة” كاملة، معلنًا تصويته لها بـ”صمت بالعشرة”.
ما جرى اليوم يُظهر أن الصمت الانتخابي في لبنان مجرّد نصّ لا يُحترم، وأن الخطاب السياسي يواصل التمدد حتى داخل مراكز الاقتراع. ومع غياب المساءلة، تتحول الديمقراطية إلى واجهة شكلية تشرعن التلاعب بقواعد اللعبة في وضح النهار.