نصر الله: القائد الذي غيّر مشهد الخطاب الإسرائيلي وجعل كلماته طقوسًا لا تُنسى

في تحليلٍ تناول الكاريزما الخاصة بالأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم تقريراً كتبته ليئور بن آري، سلطت الضوء على الاهتمام الواسع الذي كانت تحظى به خطاباته في إسرائيل. وتصف بن آري كيف أن اغتياله أنهى هذه الحقبة من الاهتمام الإسرائيلي.

على الرغم من أن نصر الله لم يكن يخاطب إسرائيل بشكل مباشر في كل خطاباته، إلا أن تلك الموجهة إلى إسرائيل كانت تُظهر معرفته العميقة بالمعضلات الإسرائيلية، سواء على صعيد السياسة أو المزاج العام أو الصراعات الداخلية.

وتضيف الكاتبة، “اعتاد نصر الله أن يخطب بطريقة منظمة جداً، وغالباً ما كان يتحدث ببطء وهدوء مصحوب بنصف ابتسامة، حتى في أوقات الأزمات التي كان يمر بها تنظيمه”. وفي إشارة إلى طريقته في التحدث، تذكر أنه كان يرفع صوته بين حين وآخر لتهديد خصومه، وهو ما كان يُقابل بترحيب حار من جمهوره. كما أشارت إلى أن الخلفيات التي كانت تظهر وراءه خلال خطاباته تتغير بحسب الموضوع وظروف الخطاب، ولكن مظهره وملابسه كانا ثابتين تقريباً.

تستشهد بن آري بآراء أورنا مزراحي، الباحثة في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التي كانت تشغل في السابق منصب نائبة رئيس هيئة الأمن القومي. وتقول مزراحي إنَّ نصر الله أظهر في خطابه الأخير قراءة متعمقة لقدرات العدو. وتضيف: “كان لديه تقدير إيجابي تجاه العدو من جهة، وكراهية ملتهبة من جهة أخرى، مصحوبة برغبة في القضاء عليه. ومع ذلك، كان لديه توجه معتدل نسبياً، وفهم واضح لحدود قوة حزب الله”.

وتشير مزراحي إلى أن خطاباته تميزت أحياناً بإظهار مشاعر جياشة، حيث انفجر نصر الله في البكاء في عدة مناسبات، منها خطاب عاشوراء في عام 2018، وكذلك في خطابه بمناسبة ليلة القدر هذا العام. وعندما تحدث عن الشهداء الذين سقطوا في الحرب مع إسرائيل، كان صوته مخنوقاً بالبكاء، ما أثر بشكل كبير على جمهوره.

على الرغم من ذلك، تدعي مزراحي أن نصر الله كان يلجأ أحياناً إلى الكذب عندما يجد صعوبة في تفسير بعض الأحداث، وتقول: “كان يكذب في ما يتعلق ببعض الأمور التي حدثت في 7 أكتوبر، حيث أقدم على تزوير بعض التفاصيل”.

وتعتبر مزراحي أن خطابين من خطابات نصر الله سيبقيان محفورين في ذاكرة الإسرائيليين: الأول هو خطاب “خيوط العنكبوت” الذي ألقاه في مايو 2000 عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، والثاني هو حديثه في 2006 بعد حرب لبنان الثانية، حيث اعترف فيه بأن حزب الله لم يكن ليخطف الجنديين الإسرائيليين لو كان يعرف ما الذي سيترتب على ذلك.

وتختتم مزراحي تحليلها بقولها: “لقد علمنا نصر الله أن نأخذ خطاباته على محمل الجد. كنا نتابعها باهتمام كبير، حتى أصبحت جزءاً من طقوسنا السياسية. لقد كان واضحاً في توجيهاته واستراتيجيته، ولكن الآن بعد رحيله، سنحتاج إلى تعلم كيفية قراءة الإشارات الجديدة التي قد تدل على استراتيجيات حزب الله، إن وجدت”.

شاهد أيضاً

هوكستين: نواصل العمل مع حكومتي إسرائيل ولبنان لاستعادة الهدوء

كتب الموفد الفرنسي آموس هوكستين عبر منصة “إكس”: “الكثير من التقارير الخاطئة وغير المسؤولة في …