صدر عن الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية البيان الآتي:
مخجل ومعيب بحق لبنان الثقافي والحضاري ما حصل مع الفنان المسرحي اللبناني – الكندي وجدي معوض بعدما وجّهت إليه تهمة الترويج للتطبيع والحصول على تمويل إسرائيلي لأعماله، وتهديدات واسعة أدّت إلى إلغاء عروض مسرحيته “وليمة عرس عند رجال الكهف” كانت مبرمجة في شهري نيسان وأيار في مسرح “مونو” في بيروت. علمًا أنّ معوض هو مدير مسرح “لا كولّين” الفرنسي ويحمل الجنسية الكندية، وقد تلقّى وفريق عمله في لبنان تهديدات جدية بإهدار دمهم، ووصفوا بأنهم “مطبّعون” و”عملاء”، فقرّر معوض على أثرها العودة إلى فرنسا. وقد صدر عن مسرح “لا كولّين” بيان أعلن فيه أنّه “أخذنا علمًا بالإلغاء، وفريق عملنا سيعاود التمارين بعد عودته إلى فرنسا لعرض المسرحية في مهرجان “ربيع الممثّلين” في مدينة مونبلييه الفرنسية من 7 إلى 9 حزيران المقبل.
تتأسّف الدائرة الثقافية في “القوات” لهذه التصرفات التي تقف خلفها جماعة “الممانعة” في لبنان الذين يكفّرون أهل الفنّ والثقافة كلّما شعروا بوجود عمل لا يدور في فلك ثقافتهم الايرانيّة وعقيدتهم البائدة، فيرفعون سيف الاتّهام بالتطبيع، هذه النغمة البائدة التي يردّدوها كلّما عنّ على بالهم موّال بحق كتّاب أو مخرجين لبنانيّين شرفاء، وقد سبقت الحملة على معوض منذ خمسة أعوام حملة مماثلة على المخرج السينمائي زياد دويري.
لم تكتفِ جماعة الممانعة وأحزابها وتياراتها وميليشياتها بالقضاء على المستشفى والمدرسة والجامعة والمصرف، وكل مقوّمات الحياة في لبنان، تحت ذريعة مقاومة إسرائيل، وهي التي لهثت للتطبيع معها في اتفاق ترسيم الحدود البحرية معترفة بـ “دولة اسرائيل” في الأمم المتّحدة، تقوم اليوم بضرب الحركة الثقافية اللبنانية التاريخية، من خلال منع عرض مسرحية لمعوض لا علاقة لها بالتطبيع ولا بإسرائيل، علمًا أنّ منع أي عمل في القرن الحادي والعشرين أصبح اجراء تافهًا، لأنّ العالم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي أصبح “قرية صغيرة”، ويمكن لأي كان أن يتابع أي عمل حيثما يقيم.
تدعو الدائرة الثقافية لمقاومة هذا الجوّ الغريب عن لبنان، وعدم الاستسلام للموت الثقافي والعمى الفكري لـ”الممانعة” ونغمتها الببغائية باتّهام هذا وذاك بالتطبيع، ونقول لهم بناء على ما تقدّم: هنا لبنان وليس ايران يا إخوان. وبالتالي وبما أنّ معوض مواطن لبناني كندي، لا غبار عليه بحسب القانون اللبناني، فهو مرحَّب به في لبنان كلّه، ونأمل منه العودة قريبًا إلى بلده.