قد يلجأ بعض الناس إلى المخدّرات أو “الحشيشة” للتغلّب على القلق، والمساعدة على النوم أو حتّى في العملية الإبداعية. وتشير الأبحاث الجديدة إلى أنّها قد تجعلك شخصاً ألطف أيضاً.
وتؤكّد النتائج التي كشفت عنها صحيفة “واشنطن بوست” والتي نُشرت في مجلة “أبحاث علم الأعصاب”، على وجود علاقة بين تعاطي “الحشيشة” والتعاطف.
وبدأت دراسة أجريت على 85 من مستخدمي “الحشيشة” المنتظمين و51 من غير المستخدمين، لإكمال اختبار يقيس التعاطف، واستخدم الباحثون أيضاً تصوير الدماغ لدراسة بعض الأشخاص، إذ قاموا بتحليل منطقة من الدماغ تلعب دوراً مركزياً في التوسّط في الاستجابة العاطفية.
وسجّل مستخدمو “الحشيشة” درجات أعلى في جزء من الاختبار الذي يقيّم الفهم العاطفيّ. أمّا في قسم التصوير، فكان لديهم اتصال أكبر في المناطق المرتبطة بالعاطفة.
وأعرب مؤلّف الدراسة وعالم الأعصاب في الجامعة الوطنية المستقلّة في المكسيك فيكتور أولالدي ماثي، عن تحمّسه لاستكشاف العلاقة بين “الحشيشة” والقدرة على التعاطف بسبب الأبحاث المتفرّقة حول رباعي هيدروكانابينول (THC)، المكوّن الرئيسيّ ذي التأثير النفساني في الدماغ.
ويرى أولالدي ماثي أنّ مستخدمي الحشيشة يمكن أن يظهروا تعاطفاً أعلى بسبب تأثيرات الحشيشة على القلق، مضيفاً: “إذا لم تكن قلقاً للغاية، فإنّ استجابتك الفسيولوجية واستجابتك اللاإرادية ليست عالية جدّاً”.
في حين توجد أبحاث محدودة حول “الحشيشة” والتعاطف، تشير دراسة نُشرت في عام 2022 حول هذه العشبة والسلوكيّات المؤيّدة للمجتمع، فضلاً عن الآثار الإيجابيّة المحتملة لها.
وفي الدراسة، قام 146 طالباً جامعياً، لديهم كميّات متفاوتة من رباعي هيدروكانابينول (THC)، بملء استبيان يقيس مقاييس السلوكيات المؤيّدة للمجتمع والتعاطف والأخلاق.
من جهة أخرى، يمكن أن تختلف نتائج أبحاث التعاطف اعتماداً على كيفية دراستها، ففي عام 2016، استخدم تقرير تقنية تسمّى “الإمكانات المرتبطة بالحدث” والتي تعمل على تقييم استجابات المشاركين لسلسلة من المحفّزات. ووجد الباحثون أنّ المعالجة العاطفية كانت ضعيفة لدى مستخدمي “الحشيشة” مقارنةً بغيرهم.
وتؤكّد النتائج المختلفة أنّ للاختلافات الفردية والظرفية دوراً جوهرياً في كيفية التفاعل مع “الحشيشة”.
من ناحية أخرى، تقول أستاذة علم النفس في جامعة ولاية واشنطن كاري كاتلر، إنّ البحث الأخير يظهر وجود علاقة بين تعاطي “الحشيشة” والتعاطف، لكنّه لا يثبت السبب والنتيجة، مشدّدةً على أنّه قد يكون هناك سبب آخر مثل “سمة شخصيّة أو اختلاف في التجربة الحياتيّة”، تدفع الناس إلى استخدام “الحشيشة” والحصول على تعاطف أعلى، لكن لا توجد أدلّة كافية لتثبيت نظرية جعل الحشيشةِ الأفرادَ أكثر تعاطفاً.
النهار