زار رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل دار الفتوى على رأس وفدٍ ضم النائب المستقيل نديم الجميّل، والوزيرين السابقين سليم الصايغ وألان حكيم ونائب رئيس الحزب جورج جريج، حيث بحث الوفد مع المفتي عبد اللطيف دريان شؤون وطنية وسياسية.
وقال بعد اللقاء، “زيارة سماحة المفتي تشكل دائماً مناسبة سعيدة، فهو مرجع لبناني يتمتع بضمير وطني ويتعاطى بكل المسائل الحساسة بكثير من الاعتدال والانفتاح ونحن نكن احتراماً كبيراً للدور الذي تلعبه دار الفتوى مع كل التضحيات التي قدّمتها من شهداء دفاعاً عن لبنان وتمسكاً بهذا الكيان والهوية اللبنانية التي نعتبرها اليوم بخطر، ويهمنا في هذا الظرف الدقيق ان نسمع من المفتي وجهة نظره وان نطّلع على توجهات دار الفتوى بعد خطوة الرئيس الحريري الذي كان هناك اختلاف اساسي معه بالنهج السياسي والتسويات التي حصلت في الفترة الاخيرة وفي آخر كلمة له اعترف انها كانت خاطئة”.
وتابع، “على الرغم من كل الاختلافات مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في السنوات الاخيرة، ومنذ التسوية الرئاسية تحديداً، لكن لا شك ان الاعتدال الذي جسّده تيار المستقبل منذ ايام الشهيد رفيق الحريري حتى اليوم هو حاجة اساسية للبلد، ولا شك ان هذا الاعتدال انعكس ايجابا على بناء الهوية اللبنانية والانتماء والمواطنة،” مشيراً الى ان “نبذ العنف الذي اعتمده كل من تيار المستقبل والحريري نقطة اساسية بالنسبة لنا وهذه الامور الايجابية يجب البناء عليها والاستمرار بالتشديد عليها ووجودنا في دار الفتوى هو للتأكيد على هذه النقاط.”
ولفت الجميّل إلى ان “الخلفيات الميليشياوية تطغى في اداء ما تبقى من قيادات صف اول في البلد للأسف، وفي طريقة ممارستهم الحياة السياسية من ممارسة العنف الى مخالفة الدستور والقوانين والتعاطي بخفة مع حياة الناس والفقر والقهر، حتى أن بعض القيادات مستعدون دائمًا للمساومة على حساب البلد وسيادته واستقلاله وتسليم قراره الى الميليشيا التي اصبحت امرا واقعا اكثر واكثر يُفرض على جميع اللبنانيين كما باتت مؤسسات الدولة تحت رحمة الميليشيا التي تسيطر على البلد والتي يسيطر على قرارها قوى خارجية لا علاقة لها بلبنان وهذا أمر باعترافهم”.
ووصف رئيس الكتائب الوضع بالحساس جداً، وقال “من واجبنا زيارة دار الفتوى كي نقول للبنانيين عموماً ولمحبي الحريري خصوصاً الذين اصيبوا بدرجة من الاحباط والتساؤلات، ان في هذا البلد الإحباط ممنوع وقضيتنا لبنان اولاً وان نبني البلد للأجيال المقبلة”، مضيفاً “لا يمكن لاي احد ادعاء الوصاية على اي شارع فكل مواطن حرّ في قراره، وكل مواطن لبناني لديه طموحات وامال ببناء لبنان جديد، وكل شخص سيعبّر عن رأيه بحرية”.
وجدد الجميّل دعوته كل اللبنانيين الى اي طائفة انتموا او اي اتجاه وخلفيات سياسية بأن يعبّروا بحرية عن رأيهم في الانتخابات المقبلة وان يتمسكوا بالثوابت الوطنية وهي السيادة والاستقلال والانفتاح والاعتدال والحياد، مشدداً على أننا سنخوض المعركة لبناء لبنان افضل.
وأردف “للأسف يقومون بالمستحيل لكي نيأس ولكننا لن نستسلم، كما يقومون بكل الخطوات اللازمة لضمان نتائج الانتخابات سلفاً من ضمنها الاستهتار بالتعاطي بالعملية الانتخابية مثل اعادة احياء هيئة اشراف على الانتخابات فقدت نصابها القانوني، ولم يعيّنوا هيئة إشراف جديدة، وسيحاولون من خلال هذه الامور التأثير على الانتخابات وهذا الامر يتطلب منا المواجهة مجتمعين لكي نمنع اي انتهاك لحقوقنا وان نكمل المعركة سويًا”.
كما وصف المبادرة العربية التي أطلقت من قبل وزير خارجية الكويت بأنها أساسية وايجابية، مستغربًا تعاطي الحكومة اللبنانية بخفة مع هذه المبادرة التي لديها مهلة حتى 29 كانون الثاني اي يومين ولم تطرح بعد في مجلس الوزراء ولا تم الحديث عن كيفية تعاطي الدولة مع هذه المبادرة رغم اننا بأمسّ الحاجة لكي ينفتح لبنان على العالم والدول العربية وان نطمئن مئات الاف اللبنانيين العاملين في الخليج والذين بسبب تصرفات قادتنا السياسيين الهمجية يخافون على مستقبلهم، وبعد دفعهم للهجرة من لبنان يلحقون بهم الى بلدان اختاروها لعيش حياة كريمة”.
واعتبر أن “خفة تعاطي الدولة مع هذه المبادرة بالذات نكسة اضافية لهؤلاء الشباب اللبنانيين في الخارج”.
واكد ان “ما يحصل غير مقبول، متمنياً على “اللبنانيين ان يعبّروا عن كل آرائهم، لأننا لم نعد ننتظر شيئاً من هذه الطبقة السياسية ونعتبر ان المحاسبة والانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة هما الأساس”.
وسأل، “ماذا يجب ان نتوقع من احزاب تشتم الدول العربية يوميا بأن توافق على مبادرة تؤدي الى استعادة سيادة لبنان بالوقت الذي يقومون فيه هم بانتهاك سيادة لبنان؟”.
ولفت الى أن “المبادرة دعت بوضوح الى تطبيق القرارات الدولية من 1559 الى 1701 اضافة الى استعادة الدولة لسيادتها وفرض سلطتها على كل الاراضي اللبناني وهذا حلم كل اللبنانيين وهدف اساسي لنا، معتبرًا أن المنتهك لن يتساهل مع هذه المبادرة”.
وشدد على أن “الشعب اللبناني رهينة بيد سلاح غير شرعي في لبنان ويأتمر بدولة خارجية اسمها ايران، كما انه رهينة مافيا سياسية متعاونة ومتواطئة مع هذا السلاح وتنهب مقدرات الدولة يومياً، مشددا على ان المطلوب من الشعب اللبناني المقاومة والمواجهة، جازمًا بان الاسلوب السلمي الوحيد المتاح امامنا هو الانتخابات النيابية”.
أضاف، “مع كل محاولات تشويه الانتخابات، يجب التعاطي مع هذا الاستحقاق على انه مقاومة سياسية يقوم بها الشعب اللبناني لتحرير نفسه من ان يكون رهينة”، مشدداً على أننا “سنفعل المستحيل لكي تحصل الانتخابات النيابية”.