“الأحرار”: لبنان مخطوف وانتخاب رئيس بداية إعادة مشروع الدولة

بعد الدعوات المتكرّرة لضرورة عودة لبنان إلى موقعه الطّبيعي في العالم العربي وعلى الخارطة الدّولية، وتشديد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على ذلك في عظة قداس أمس، ما هو تصوّر “الأحرار” لهذا الملف، وما هي مقارباته للملفات الساخنة بدءًا من الاستحقاق الرئاسي وصولًا إلى ملف النازحين السوريين، مرورًا بتأثير الاتفاق السعودي- الإيراني على لبنان؟

أمين العلاقات الخارجية في حزب “الوطنيين الأحرار” وعضو الجبهة السيادية من أجل لبنان جو ضو يجيب ضمن حوار أجرته معه وكالة “أخبار اليوم”.

– كيف تصف الدبلوماسية اللبنانية في هذه الأيام وهل من تصوّر لحزب “الأحرار” وللجبهة السيادية لكيفية عودة لبنان إلى المجتمع الدولي وعلاقاته الخارجية؟

– لبنان مخطوف وقراره ليس بيد السلطة المركزية وعلاقاتنا الخارجية غير سليمة منذ سنوات حيث ان الدبلوماسية اللبنانية باتت خارج الإجماع العربي والدولي… أين كنّا وأين أصبحنا… هل تتخيّل ان الجمهورية اللبنانية هي من المؤسسين الأوائل لشرعة حقوق الإنسان وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية تتحوّل هذه الجمهورية الى ساحة مستباحة وساحة لتصفية الحسابات من أجل ايران وخدمة لمصالحها الإقليمية؟ أما إذا أردنا العودة بعلاقاتنا الخارجية بشكل طبيعي فهذا يتطلب عودة الدولة الى الدولة بدءاً من إنتاج سلطة لا تأتمر بأوامر “حزب الله” أو سواه.

ويجب ان تكون مناسبة انتخاب رئيس الجمهورية هي البداية في إطلاق إعادة مشروع الدولة وعندها يعود لبنان الى الأسرة الدولية كدولة حرّة سيّدة.

– هل أنتم مرتاحون للحراك الدولي فيما يتعلق باستحقاق رئاسة الجمهورية وهل من تواصل مع عواصم القرار؟

– بالأساس لا يجب أن يكون أي استحقاق دستوري محطّ تدخّل دولي فهذه وظيفة المجلس النيابي الذي عليه أن يلتئم ويجري العملية الإنتخابية لكن ما وصلت إليه الأمور لدرجة أن بعض الدول باتت تسمّي فلان أو فلان للرئاسة فهذا يعني أننا فقدنا أبسط بديهيات وجود المؤسسات، ونعم نحن على تواصل دائم مع الخارج لكي ننقل وجهة نظرنا حول ما يتعرّض له لبنان من ظلم وبالنهاية نحن لسنا جزيرة معزولة عن العالم. لكن ما نطمح إليه احترام سيادتنا واستقلالنا للعمل المؤسساتي.

– كان لكم في الآونة الأخيرة سلسلة لقاءات مع مختلف التيارات، ما الهدف من تحركاتكم هذه وهل لمستم رغبة في توحيد صفوف المعارضة؟

– هي فكرة حزب “الوطنيين الأحرار” بتشكيل جبهة وبالفعل أنشأنا الجبهة السيادية من أجل لبنان والعمل مستمر لجمع صفوف المعارضة ضمن جبهة واحدة والأجواء والمناخات ايجابية جداً ونحن بصدد تظهير مشهدية جامعة نعمل على بلورتها خلال الأيام القادمة، هناك قضايا كبيرة بحجم الوطن نسعى لمقاربة موحّدة بشأنها وليس فقط استحقاق رئاسة الجمهورية. من هنا كانت فكرة الجبهة التي نالت مباركة البطريرك الراعي.

– كيف تقرأون التقارب السعودي – الايراني وما هي نتائجه على الواقع اللبناني؟

– نحن دعاة سلم وتقارب ولسنا هواة حروب. من هنا فإن أي إتفاق سعودي – ايراني لا بدّ وأن يُنتج استقرارا في المنطقة، ونحن نعوّل على اتفاق إقليمي يسحب فتيل التوترات في المنطقة، ولن نسمح بأي مسّ بسيادتنا من هنا قلنا بضرورة بسط الدولة سلطتها على كامل تراب الوطن وألا يكون لأي جماعة سيطرة أو هيمنة ونحن واثقون بأن قوى الأمر الواقع لن تستمر طويلاً في ظل غياب الدولة ومؤسساتها. بقدر احترام الدول لنا ولسيادتنا بقدر ما نحن نثمّن كل إتفاق يحصل.

– أزمة اللاجئين السوريين باتت تشكّل خطراً على الإستقرار اللبناني، ما هي مقاربتكم لهذا الملف؟

– إنه قنبلة موقوتة ولا بدّ من سحب فتيلها من داخل المجتمع اللبناني والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على السلطة اللبنانية ومن ثم على المجتمع الدولي. باختصار لن نسمح بتكرار تجربة اللجوء الفلسطيني على أرضنا.

وفي السّياق، كان حزب “الوطنيين الاحرار” قد عقد مؤتمرًا صحافيًا الاسبوع الفائت وحدد موقفه من الملف، كما أنه يتواصل مع جميع المعنيين من أجل الوصول إلى حلول مشتركة على الرغم من أن لدى حزب “الاحرار” برنامجه الواضح في هذا الشأن. ونسعى إلى التنسيق في هذا الملف الفائق الخطورة، فهو لا يُعالج من خلال التنظير، إنّما المطلوب حكم وحكومة يتّخذون القرار المناسب لإنهاء هذه الأزمة.​

شاهد أيضاً

“استقلال البلد مهدد”… باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …