كتب جيلبير متري في “نداء الوطن”:
جدّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي التذكير بموقف القوات اللبنانية “بإدانة كل الهجمات الإسرائيلية على المسجد الأقصى”، رافضاً “أن يسمح أي تنظيم لنفسه، من حركة حماس أو غيرها، بإنتهاك، وبشكل سافر، السيادة اللبنانية”.
وفي حديث لموقع نداء الوطن الإلكتروني، طالب بو عاصي الحكومة اللبنانية وبأسرع وقت اتخاذ التدابير اللازمة والقاسية بحق المرتكبين، قائلاً: “الحكومة تجتمع لمواضيع غير أساسية ولم تكلّف خاطرها الاجتماع من أجل موضوع سيادي بهذا الحجم، والمطلوب منها اتخاذ تدابير قاسية للحد من انتهاك السيادة، ومن هنا يجب التشديد على أن هذا الأمر لم يكن ليحصل لولا غطاء حزب الله له”.
وحول زيارة اسماعيل هنية الى لبنان، أوضح بو عاصي انها ليست الأولى، ولكنّه أتى هذه المرّة للتنسيق مع حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله من أجل الإمعان في انتهاك السيادة اللبنانية، لأن زيارته تزامنت مع إطلاق الصواريخ، وهذا أمر مرفوض تماماً، مطالباً الحكومة باتخاذ تدابير بحقه وبحق حماس ومن كلّفهما بإطلاق الصواريخ.
وسأل بو عاصي: “ما دور الحكومة ورئاستها إذاً؟ وما دور الشعب اللبناني وممثليه من هذا الخرق؟”.
وفي الملف الرئاسي، أكد بو عاصي أن الفراغ الرئاسي مرشّح لأن يطول، لأن فريق الممانعة المكوّن من حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر يرفض اللعبة الديمقراطية، ويعطّل المجلس والبلد كما فعل في الماضي لمدة سنتين ونصف السنة بالتكافل والتضامن، لمصلحة حزب الله من أجل وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة”.
وتابع: “هذا المنطق يضرب الديمقراطية من أساسها، فعندما نطرح مرشحاً يصنّفونه على أنه مرشح تحدٍ، في حين أن وفي كل دول العالم، الترشيح يتم تحديداً بمرشح تحدٍ والفصل يكون صناديق الاقتراع. فالديمقراطية ليست من منطقهم ولا ثقافتهم، ولكن لن نستسلم، حفاظاً على اللعبة الديمقراطية في البلد، ومنعاً لوصول أي مرشح من 8 آذار. نحن رأينا بأي جهنم رموا البلد واقتصاده و”كهربائه” في السنوات الستّ الماضية جراء فسادهم”.
وفي ما خصّ لقاء بيت عنيا، وصف بو عاصي اللقاء بالروحي وأتى للتذكير بثوابت بكركي الخمسة، والتي هي نفسها ثوابت القوات اللبنانية، وهي السيادة اللبنانية، التعددية، الثقافة الديمقراطية، الوجود والدور المسيحي في لبنان.
وأوضح بو عاصي، أن بكركي التي صنعت لبنان الكبير، تشكّل صرحاً روحياً بامتياز وتمثل الطائفة المارونية بجانبها الديني والروحي، وهي لم ولن تتدخّل في تفاصيل اللعبة السياسية الرئاسية، وبالتالي لقاء بيت عنيا لم يحدث أي خرق في الفراغ الرئاسي، لأنّ الدعوة الى اللقاء تشبه الداعي له، أي بكركي التي شعرت بنتيجة أداء المعطلين وبأن هذه الثوابت الخمسة مهدّدة.
وحول تمسك القوات اللبنانية بترشيح النائب ميشال معوض، ذكّر بو عاصي بموقف معوض الذي قال فيه إنه مع وصول أيّ سيادي يتمتع بالمواصفات المطلوبة ويقطع الطريق على مرشّح الثامن من آذار، هو مستعد لانتخابه والقوات اللبنانية أيضاً.
وأوضح بو عاصي أن هناك أمرين ضروريين يجب التوقّف عندهما، الأوّل يتمثّل بوجوب أن يتمتع صاحب الاسم المطروح بدل معوض بقيمة مضافة أكثر منه، من ناحية الأصوات وغيرها، كي لا نحرق ورقة معوض وهذا الأمر ليس غاية القوات من اليوم الأوّل.
والأمر الثاني أن القوات اللبنانية منفتحة على أي أسماء أخرى، شرط أن يتمتع صاحب الاسم بالشروط الأساسية السيادية، وشرط أن تبحث الأسماء أيضاً في الدوائر المغلقة، لأنه عندما يخرج أحدهم ويجاهر بعدم إنتخاب معوض فهو حتماً خاسر لأنه يضعف الفريق السيادي المعارض، وسيتم عزله من دون شك.