كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
غير مسموح بالفوضى الشاملة بعد الآن، وعلى الرغم من ان المجتمع الدولي غير الآبه بالملف اللبناني، الا انه يبقى معنيا باستمرار الاستقرار الامني من خلال دعم المؤسسات العسكريّة والامنيّة، خشية من إحتمال خروج الأمور عن السيطرة في أيّة لحظة، لا سيما مع وجود من يتعمّد رفع مستوى التصعيد السياسي إلى الحدود القصوى باللعب على حافة الهاوية.
ازاء هذا الامر، تشير المعلومات، أنّ اجتماع باريس الذي توسع من رباعي الى خماسي على مستوى مستشارين ومديري خارجية، ليس للبحث بإنتخاب رئيس الجمهورية، بل ما بات مؤكداً هو سيخصص بالجزء الاساسي منه دعم الشعب اللبناني والمؤسسات الامنية، على إعتبار انّها آخر مظاهر الشرعية التي تقع عليها وعلى عناصرها المهمة الأدق في حفظ الأمن والاستقرار بالحد الممكن، كي لا تقع البلاد في المحظور الخطير.
وفي هذا السياق، اشارت معلومات لوكالة “اخبار اليوم”، الى انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لنّ يدعو الى جلسات رئاسيّة متكررة وعقيمة دون جدوى، حيث ان دعوة اللجان الى جلسة مشتركة الخميس المقبل خير دليل على ذلك، والامر سيستمر على هذا النحو الى حين شعور برّي بإختراقٍ رئاسي ما مختلف عن “الستاتيكو” المُمل القائم.
وانطلاقا من لقاء كليمنصو، الذي جمع وفد حزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط، قبل ايام معدودة، تؤكد مصادر واسعة الاطلاع لـ”اخبار اليوم” انّ جنبلاط حريص على عدم إدخال الجيش في بازار السياسي، ما يمكن ان يسيء الى صورة قائده العماد جوزاف عون، في إشارة الى حساباتٍ رئاسيّة يملكها اضافة الى جوّ خارجي يقبل به، كما انّ جنبلاط لا يُمانع وصول عون شرط انّ يحصد توافقاً عارماً ويكون قادراً على انتشال البلد من صراعاتة السياسية والطائفية الراهنة، الّا انّ الامر يتطلب تعديلاً دستورياً صعب الإجراء الا اذا حصل اجماع على تعديل الدستور على غرار ما حصل عند انتخاب الرئيس ميشال سلميان بعد اتفاق الدوحة.
ايضاً بحسب المصادر، انّ جنبلاط ماضٍ بترشيح النائب ميشال معوض، غير انّ زعيم تيّار المردة سليمان فرنجيّة بالنسبة لجنبلاط هو شخصية تشكّل رمزاً من رموز الانقسام العمودي الذي تعيشه البلاد، وسيكون امتداداً لاعادة سيطرة النظام السوري على لبنان، ايضاً لنّ يكون رئيساً جامعاً. لذا وفق المصادر، انّ الاوقات المصيرية والحساسة تطلب الحرص على وحدة المؤسسات العسكرية وحمياتها من الانقسامات، المنوطة اولاً بنجاح العماد عون في هذه المهمة، ووضع حلّ سريع من تفريغ المواقع المارونية وتعبئتها بغرائز طائفة، فهذا هو الطريق الذي يسير به “وليد بيك”راهناً.