كتب أكرم حمدان في “نداء الوطن”:
كما كان متوقّعاً، لم تُسجّل الجولة العاشرة من جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية الإفتراضية لمجلس النواب أمس، أي جديد يُذكر، سوى عبارة «صارت مسخرة» وقد وُجدت في إحدى أوراق الإقتراع التي فُرزت بعد الدورة الإنتخابية الأولى، وقبل أن يتمّ تطييرالنصاب كالعادة.
ودخلت عبارات جديدة على خطّ الأسماء وخرقت روتين الجلسة، مثل «أولويات رئاسية» وإسم مارتن لوثر كينغ وشفيق مرعي وميلاد أبو ملهب الذي كان يحضرالجلسة بزيّ بابا نويل، وصاح «الله أكبر» عندما سمع اسمه لدى الفرز علماً أنّه نال صوتاً واحداً.
ويمكن القول إنّ هذه الجلسة طوت معها صفحة الجلسات المكرّرة حتى العام المقبل، إذ إن رئيس مجلس النواب لم يُحدّد موعداً جديداً للجلسة المقبلة إفساحاً في المجال أمام عطلة الأعياد، وربّما للقول ضمناً لمن أفشل محاولاته المتكررة بالدعوة للحوار والتفاهم من أجل إنجاز أو التمهيد للإستحقاق الرئاسي، «عليكم إعادة النظر في مواقفكم طالما أنّ الأفق ما زال مقفلاً».
وعلى الرغم من قصرعمر هذه الجلسة وعدم تسجيلها أي مواقف حتى داخل القاعة، إلا أنها ثبّتت بعض المعادلات والرسائل من خلال نتائج التصويت، علماً بأنها تأخّرت في تأمين نصاب انعقادها خلافاً للجلسات السابقة. فقد أرست تعادلاً في النتيجة بين الورقة البيضاء (37 صوتًا) والنائب ميشال معوض (38 صوتاً)، ودخلت على خط التصويت عبارة «الميثاق» (9 أصوات) التي استخدمت من قبل بعض نواب تكتل «لبنان القوي» في سياق الرسائل والردّ على جلسة مجلس الوزراء الأخيرة وما أنتجته من خلاف بين الحلفاء وخصوصاً «التيار» و»حزب الله».
وبينما استقر «لبنان الجديد» على 6 أصوات من كتلة «الإعتدال الوطني» وبعض المستقلين، نال «التوافق» صوتين لكل من النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر، في حين ارتفعت أصوات الدكتور عصام خليفة إلى ثمانية، ليأخذ كل من الوزير السابق زياد بارود صوتين والنائب السابق صلاح حنين صوتين.
وبينما كان الحضور خلال عملية التصويت 109 نواب، لوحظ أن المتغيبين بعذر والبالغ عددهم 13 نائباً قد توزعوا على مختلف المحاور والإتجاهات، ما ساهم أيضاً في توازن وتقارب نتائج التصويت وهم: عدنان طرابلسي (ورقة بيضاء)، شوقي الدكاش (معوض)، نجاة صليبا (معوض)، سجيع عطية (لبنان الجديد)، بيار أبي عاصي (معوض)، وضاح الصادق (معوض)، سيمون أبي رميا (بيضاء أو …)، نبيل بدر (لبنان الجديد)، جبران باسيل (….)، جهاد بقرادوني (معوض)، إلياس جرادي (رئيس إنقاذي) وأكرم شهيب (معوض).
بمعزل عن كيفية إحتساب تصويت المتغيّبين بعذر، فإنّ هناك أيضاً ستة نواب تغيبّوا بلا عذر وربّما يتوزّعون أيضاً على مختلف المحاور في التصويت.
والجديد في هذه الجولة دعوة بعض النواب لوسائل الإعلام بالتوقّف عن نقل وقائع الجلسات وكأنهم يُحاولون رمي كرة المسؤولية في مكان آخر ويعترفون بأنهم ضعفاء أمام النقل المباشر وبالتالي يلعبون أكثر من دور وفقاً لهذه المعادلة، ولو أن في ذلك وجهة نظرعلى خلفية ضرورة الإهتمام بقضايا وأمور الناس الحياتية أفضل من مواكبة هذا النوع من الجلسات غير المنتجة.
في الخلاصة، إنتهت الجولة العاشرة بلا انتخاب رئيس وسيُقفل العام 2022 أيامه الأخيرة مع الشغور الذي بدأ مع إنتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 تشرين الأول الماضي، وتتجّه الأنظار الى ما يُمكن أن يُطرح من أفكار ومبادرات ربّما في عطلة الأعياد، قد تُحرّك الجمود الذي يُصيب الإستحقاق الرئاسي والذي يعرف الجميع أنه مفتاح بداية الحل للأزمات التي يتخبّط بها لبنان على مختلف المستويات.