علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على كلام نائب حزب الله محمد رعد، عن انهم يعملون لإيصال من يريدون الى رئاسة الجمهورية قائلا: هذا هو موقفهم الحقيقي ودعكم من كل ما قالوه قبل ذلك. فالنائب محمد رعد قال الحقيقة وبرافو عليه والترجمة الحقيقية لكلامه انهم سيواصلون تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى يتمكنوا من إيصال من يريدون الى الرئاسة. وعن المرشح الحقيقي لحزب الله أجاب، مرشحهم على ما يبدو حتى الآن هو سليمان فرنجية.
وردا على سؤال حول احتمال أن تسير “القوات اللبنانية” بخيار سليمان فرنجية في حال اقتضت المصلحة العامة ذلك تفاديا للاستمرار في الفراغ، أجاب جعجع لقناة “الحرة”، فلنضع سليمان فرنجية جانبا كشخص لأنه غير مستهدف كشخص ولكن إن أسوا ما يمكن أن يحصل للبلد هو عودة شخصية من صفوف 8 اذار أو محور الممانعة الى رئاسة الجمهورية. وأكد أنه لن يسير بهكذا خيار لأنه أسوا من الفراغ، والتجربة ما زالت ماثلة امام عيوننا فمحور الممانعة أعطى أفضل ما عنده مع رئاسة ميشال عون، وإذا كان هذا ما أعطاه مع عون فإنه مع آخرين سيعطي أسوا وأسوأ من ذلك.
وعن موقف القوات اللبنانية من مسألة نصاب الثلثين في الجلسة الثانية أعتبر جعجع ان هذا جدل خارج الموضوع وان النصاب في الدستور وُضع ليحضر النواب وليس لاستخدامه لمقاطعة الجلسات وتعطيلها. وقال، حتى لو ذهبنا الى نصاب النصف زائد واحد فإن محور الممانعة سيستمر بالتعطيل طالما ان هذه نيته وهم قادرون على ذلك مع 3 او 4 “مريضين” من جماعة المعارضة و2 أو 3 غيرهم مسافرين. وبالتالي طالما هناك نية بالتعطيل فعبثا البحث في قصة النصاب.
جعجع لم يستبعد في الوقت نفسه ان تذهب القوات الى تعطيل جلسة واحدة مثلا لتجهيز نفسها في حال شعرت ان شيئا ما يُحضّر في الكواليس وهذا مفهوم لجلسة واحدة ولكن لا نذهب الى تعطيل الانتخابات كما هو حاصل حاليا مع محور الممانعة المستمر في التعطيل منذ اكثر من شهرين.
وردا على سؤال عما إذا كانت القوات ستعطل النصاب في حال تبين لها أن المحور الآخر أمّن النصف زائدا واحدا حول شخصية من صفوفه أجاب جعجع، إذا كانت لدينا إمكانية سنعطّل لجلسة واحدة في محاولة لتصويب الوضع لكن إذا تبين أن حزب الله وحلفاءه جمعوا خمسة وستين صوتالا يمكن خرقها فلماذا نستمر بالتعطيل. وردا على ما اذا كانوا يسلمون عندها بالأمر الواقع حتى لو كان المرشح للوصول للرئاسة هو سليمان فرنجية أو جبران باسيل أجاب، بنهاية المطاف نعم وإلا نذهب عندها الى قرار آخر. فبعد كل ما مرّ به البلد ثم يعود لنا رئيس من صفوف 8 آذار فهذا يعني عندها ان ثمة خطأ بالنظام ككل.
وعن إمكانية إجراء حوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر أجاب جعجع، أن هذا الأمر ممكن بحالة واحدة وهي أن يجري التيار مراجعة كاملة لتموضعه الاستراتيجي وسياسته تجاه قيام الدولة وتجاه السلاح خارج الدولة وتجاه التهريب الفعلي وكيفية إدارة الدولة والتوظيف. واعتبر ان التيار يتحمل مسؤولية كبيرة في ما وصلنا اليه انطلاقا من تأييده لحزب الله وانطلاقا من اتفاق مار مخايل. وقال ردا على سؤال عن إمكان لقاء جبران باسيل، إن لا شيء شخصيا معه إذا قام التيار الوطني الحر بالمراجعة المطلوبة. جعجع رفض تحميل البعض الأحزاب المسيحية مسؤولية الفراغ وقال ان القوات اللبنانية وحزب الكتائب والأحرار وغيرهم كان لهم مرشح منذ اللحظة الأولى إلا ان التيار الوطني الحر ما زال حتى اليوم لا نعرف من هو مرشحه . ورفض جعجع سياسة التعميم التي بدأت مع بعض من وصفهم بالفوضيين في الثورة الذين رفعوا شعار كلن يعني كلن معتبرا ان هؤلاء هم على هامش الثورة. والثورة الفعلية الكل يعرف من هي وأكبر دليل فليتفضلوا اليوم ويقوموا بثورة فالمواضيع التي تدعو للثورة هي حاليا اكثر من قبل.
وردا على سؤال لماذا لا تكون القوات سباقة بالنزول الى الشارع إذا كانت هي تريد ثورة بالفعل أجاب، عندما كانت الثورة في الشارع كنا السباقين أما اليوم فإننا انجزنا منذ مدة قصيرة انتخابات نيابية وكانت ثورتنا في تلك الانتخابات ونحن نحاول مع نواب المعارضة القيام بثورة ولكن للأسف البعض لا يتجاوب معنا ولا يريدون ان يتعاونوا مع أحد.
وحمّل محور الممانعة مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، فهم الذين يعطلون النصاب بعد الدورة الأولى. واعتبر انهم يعطلون الجلسات لأنهم ما زالوا غير متفقين فيما بينهم على مرشح رئاسي.
واشار الى ان سياسة هؤلاء منذ العام 2005 قائمة على التعطيل كي يخضع الناس وعندها يقبلون بـ”شو ما كان”.
وانتقد جعجع بعض التغييرين الذين يضعون القوات من ضمن أحزاب السلطة واصفا منطقهم ب “الولادي والخنفشاري”. وقال إن بعض التغييرين ضاق ذرعا من هذا المنطق للبعض الآخر منهم. وقال ان الناس انتخبوهم ليغيروا شيئا وليس ليلقوا فقط خطابات في المجلس النيابي. واعتبر ان عددا منهم بدأ يتدارك الأمر ويتصرف بشكل منطقي يوصل الى نتيجة.
ورفض الاتهامات التي توجه الى القوات بانها تعمل على تفكيك كتلة النواب التغييريين. وانتقد رفض التغييريين إضافة أسماء الى السلة التي حددوا فيها بعض المرشحين للرئاسة. وسأل إذا كنتم 13 نائبا وقد وضعتم سلة أسماء،أفلا يحق ل 54 نائبا أخرين في المعارضة إضافة 3 اسماء الى هذه السلة ليصبحوا ستة ثم يجري البحث في هذه الأسماء بين الـ 67 نائبا.
وردا على سؤال عن إمكانية الذهاب الى خيار آخر غير ميشال معوض أجاب، أعطونا مرشحا بمواصفاتمعوض ويستطيع تأمين اصوات إضافية ونحن مستعدون للسير به. فلا ميشال معوض متمسك ولا نحن متمسكون إذا توافر اسم بالمواصفات ذاتها ويؤمن أصواتا إضافية. ورفض ما يتم التداول به عن تسوية تأتي برئيس من صفوف الممانعة ورئيس حكومة من المعارضة، وقالهذه المحاصصة بعينها. والمقاربة ابسط من ذلك بكثير، نريد رئيسا للجمهورية ورئيسا للحكومة قادرين أن يقودا عملية إنقاذ للبلد.
وعن إمكانية التواصل مع حزب الله للوصول الى حلول ما أجاب، الحزب يحتاج ايضا الى تغيير مقارباته وحزب الله برأينا اليوم هو السبب الرئيسي وإن لم يكن الوحيد بخراب البلد، وهو تحالف مع الفاشلين والفاسدين وأوصلوا البلد الى حيث هو الآن. وفيما نحن نطالب برئيس يقود عملية الانقاذ فإن حزب الله يطالب برئيس يحمي ظهر المقاومة أي يحميهم بوضعيتهم الحالية. وبالتالي على ماذا سنتفاوض معهم.
وعن احتمال قبول القوات بترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة اجاب جعجع، نحن نفضل أن تبقى الحياة السياسية حياة سياسية طبيعية وأن يُنتخب رئيس للجمهورية من السياسيين. ولكن إذا وجدنا أن 70 أو 75 نائبا اتفقوا على انتخاب قائد الجيش وقد تبين بالممارسة ان لديه مواصفات رجل الدولة عندها سنقبل بذلك كمخرج من الأزمة الحالية. ورأى أنه وكما يبدو هناك فيتو كبير جدا من جبران باسيل على قائد الجيش وأعتقد ايضا ان عليه فيتو كذلك من حزب الله بغض النظر عما يقوله.
وأكد أن لا احد من القوى الخارجية يمون على القوات اللبنانية، وأعطى مثالا انتخاب العماد ميشال عون التي صوتت القوات اللبنانية له عندما كان كل الكون ضد انتخابه.
وردا على سؤال عن احتمال إجراء حوار مسيحي مسيحي برعاية بكركي اعتبر جعجع ان بعض الشعارات تطرح خارج وقتها ولا أرى وجود خطر على المسيحيين يستوجب حوارا مسيحيا مسيحيا. أما التوافق على رئيس للجمهورية فهذا لا يحصل بحوار إنما باتصالات جانبية. لقد حصل أكثر من حوار مسيحي مسيحي وانتهينا بتأييد أكبر حزبين مسيحيين للعماد عون لرئاسة الجمهورية فماذا كانت النتيجة على البلد والمسيحيين؟ خراب بخراب.