جاء في “أخبار اليوم”:
قد يكون البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الوحيد المستعجل لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو دأب منذ شهر حزيران الفائت على تحديد المواصفات والحث على انجاز الاستحقاق في موعده، في حين يبدو ان الاحزاب والكتل النيابية تبحث عن تحقيق المكاسب وتحسين ظروفها وحصصها في المرحلة المقبلة، وان كان الامر على حساب الفراغ الرئاسي.
واشار مصدر مطلع على اجواء بكركي، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ان البطريرك وبعدما لمس المواقف السياسية غير المبالية، خصوصا وان هؤلاء الافرقاء لا يتوافقون على انجاز تعيين الموظفين فكيف سيختارون الرئيس، ويشدد البطريرك في كافة مواقفه على ان المرحلة الاقتصادية والوضع المعيشي في ضوء ما يعاني منه اللبنانيون يتخطيان السياسة، وانطلقا من هذا الواقع اختار الراعي بدقة عبارة “الحاجة الى رئيس مهمة”، وبالتالي -بحسب المصدر- فان هذه المهمة محددة بالانقاذ، بمعنى انه يفترض بالرئيس العتيد ان يتقن وقف الانهيار ويفتح الخطوط مع الخارج ويخلق ثقة بالبلد، دون الدخول في زواريب اللعبة السياسية الداخلية التي تنعكس سلبا على الحلول والمعالجات المنشودة لكافة القطاعات دون استثناء.
واضاف المصدر: “من هنا تتقدم فكرة “رئيس مت خارج الطبقة السياسية” كي يكون قادرا على مخاطبة الداخل، في موازاة مخاطبته الغرب او الشرق، وذلك لا يأتي الا من الخبرة والصدقية وليس من منطلق التمترس وراء هذا الفريق او ذاك. وبالتالي العامل الاقتصادي الذي ادى الى الانهيار الشامل في البلد هو عامل اساسي في اختيار الرئيس داخليا او خارجيا، تمهيدا لوضع اسس البناء مجددا، فـ”بالاقتصاد والنمو تحيا الاوطان”.
وهل الظرف مؤاتٍ لترجيح كفة مثل هذا الرئيس، قال المصدر: حتى اللحظة ما زال لبنان صامدا بالحد الادنى، والاشارات الآتية من الخارج – وان لم يكن البلد في رأس الاولويات- الا انها تؤكد على الاصلاح ووقف الهدر والفساد، بمعنى آخر فان ما يأتي من الخارج يحدد ايضا “المواصفات الاقتصادية – الانقاذية للرئيس العتيد، ما قد يشكل بابا امام مساعدات تساهم في النهوض مجددا.
وخلص المصدر الى التأكيد انه في حال لم تتوفر شروط الانقاذ من خلال شخصية الرئيس فان التدهور مستمر نحو المزيد من الانهيار الذي سيقضي على الحد الادنى من الصمود.