كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
حسم رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل موقفه، في حديث أمس الى قناة “الجزيرة” لناحية عدم تبني خيار زعيم تيار المردة سليمان فرنجية بترشحه الى رئاسة الجمهورية، لم يكتفِ بذلك، بل رفض ايضا تعديل الدستور لوصول العماد جوزاف عون الى قصر بعبدا، كل ذلك وسط انقسام بين قوى الثامن من آذار .
عمليا يحتاج انتخاب عون تعديلا دستوريا يتناول المادّة 49 التي تنصّ على أنّه “لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى وما يعادلها مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعليا عن وظيفتهم او تاريخ احالتهم الى التقاعد”، كما انه وفقا للمادة 77 تنص على ان هذا التعديل يحتاج الى موافقة “اكثرية الثلثين من مجموع الاعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانونا”.
ومن ناحيّة أُخرى تعمد رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، ايصال رسالة سياسية للجهة المقصودة، بأنّ لا احدا “يمون عليه”، بمعنى اوضح يُذكّر باسيل انه هو من رفض التصويت لصالح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية في العام 2016.
وفي المقابل، يجد حزب الله نفسه أمام معادلة المفاضلة بين حليفين أساسيين ايّ فرنجية وباسيل، لذلك يفضل الورقة البيضاء كخيار له راهنا، بإنتظار التطورات الاقليمية على صعيد المنطقة.
لكن ما بدا لافتاً في هذا السياق الفيتو الذي فرضه باسيل علناً على قائد الجيش، بهدف قطع طريق قصر بعبدا امامه، ويفند مصدر مطلع على الشأن الانتخابي، اسباب “رعب” باسيل من قائد الجيش، وفقا للآتي:
اولاً، نتيجة رفض الأخير التدخلات “الباسيلية” في الامور الداخلية للمؤسسة العسكرية، وتحويلها الى واحدة من مكتسباته.
ثانياً، الخوف من نظافة “كفّ” عون الذي حمى الجيش في اصعب واخطر مرحلة واجهها.
ثالثاً، يخشى ايضاً على مستقبل التيّار الوطني الحر السياسي وعصره الذهبي مع انتهاء ولاية عون، لا سيما لجهة ما تحملهُ مؤسسة الجيش في الوجدان الشعبي اللبناني خصوصاً في المجتمع المسيحي، حيث ان انتخاب جوزاف عون سيشّد تلقائياً عصب البعض من جمهوره.
عدا ذلك، يقرأ المصدر، انّ رئيس التيّار ما زال يأمل بأنّ تسنح لهُ الظروف والمناخات المحلية والدولية، لاعلان ترشحه وقد يستخدم كلّ الأوراق المتاحة لايصاله الى كرسي الرئاسة، كونه يملك كتلة نيابية مسيحية وازنة، ولهُ كل الحق بتولي مركز المسؤولية الاولى في الدولة.
واكد المصدر في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم”، انّ الحكومة لن يتحدد خيطها الابيض من خيطها الاسود، الّا بإرضاء باسيل رئاسياً – فيما هناك فريق آخر يريد منع وصوله الى هذا الموقع مما يعني ان المعركة مفتوحة مع الآخرين كالرئيس نبيه برّي والوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحتى الطرف السني.