انفجرت سيارة مفخخة على جسر القرم متسببة بحريق كبير على هذا المعبر الأساسي بين شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو والبر الروسي، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب.
ويستخدم الجسر الذي شيّد بكلفة باهظة بأوامر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
وأعلنت اللجنة “اليوم في الساعة 06,07 (03,07 ت غ) انفجرت سيارة مفخخة على قسم الطرقات من جسر القرم ما أدى إلى اندلاع الحريق في سبع قاطرات صهاريج على السكك الحديد كانت متوجهة إلى القرم”.
وقالت اللجنة إن الانفجار أدى إلى تضرر مسارين من طرقات الجسر غير أن قوسه لم يتضرر. وقال المتحدث باسم الكرملين لوكالة “ريا نوفوستي” إن بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لكشف الوقائع.
واتهم فلاديمير كونستانتينوف، رئيس مجلس القرم – البرلمان المحلي الذي نصبته روسيا – “مخربين أوكرانيين” بالوقوف خلف التفجير.
وقالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية إن هذا الحادث يعتبر “ضربة كبيرة لروسيا”.
وتظهر صور جسر كيرتش المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن جزء من طريق السيارة وجسر السكك الحديدية قد سقط في المياه تحته. وشوهدت ألسنة اللهب مشتعلة من عربات السكك الحديدية في الأعلى.
وجسر القرم الذي يطلق عليه أيضا أسم “كيرتش” نسبة إلى المضيق الذي يفصل أراضي شبه جزيرة القرم الأوكرانية مع الأراضي الروسية، افتتح عام 2018 بعد احتلال هذه المنطقة عام 2014.
في أيار 2018، افتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجسر الضخم يربط القرم بروسيا قائدا بنفسه شاحنة برتقالية اللون. وبعد أن كان مخصصا لعبور السيارات، أصبح لاحقا يضم مسارا مخصصا للقطارات.
ويُعد جسر كيرتش الممتد على طول 19 كيلومترا، مشروعا ضخما ومكلفا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد أربع سنوات على ضمها، في عملية تصفها أوكرانيا بأنها “غير قانونية”.
ويبلغ ارتفاع الجسر الذي يمر بجزيرة توزلا 35 مترا عند قوسه المركزي وستكون السرعة القصوى المسموح بها عليه 120 كلم في الساعة، إذا لم تؤد الظروف الجوية إلى إبطاء حركة السير عليه، بحسب ما ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء.
وكلف إنشاء هذا الجسر بـ 228,3 مليار روبل (حوالى 7.5 مليار دولار). في الشهر الماضي، هددت أوكرانيا بتفكيك جسر كيرتش الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، حيث وقعت عدة انفجارات في قواعد عسكرية روسية.
وآنذاك، كتب مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، على تلغرام “هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمدا أم لا”.
والقرم وجهة شعبية يقصدها الروس لقضاء عطلة والاستمتاع بشواطئها وجبالها، ويشكل السياح القادمون من روسيا أحد مصادر الدخل الرئيسية لشبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود.
وشكل الجسر الضخم رابطا رئيسيا لنقل المعدات العسكرية للجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا خاصة في الجنوب، وكذلك نقل القوات هناك.
ويمثل انقطاع الجسر عن العمل في قطع الإمدادات عن قواعد روسيا العسكرية في شبه جزيرة القرم والتي تستخدمها في عملياتها الحربية داخل أوكرانيا.
وحافظت روسيا على أن الجسر آمن على الرغم من القتال في أوكرانيا لكنها شبه الجزيرة التي ظلت آمنة بعد أشهر من الغزو تعرضت لهجمات مؤخرا.
في آب، استهدف هجوم مستودع ذخيرة في موقع عسكري قرب قرية دجانكوي شمال شبه جزيرة القرم، قالت موسكو إنه كان نتيجة عمل “تخريبي”.
في الشهر ذاته، أبلغت موسكو عن انفجار ذخائر في قاعدة عسكرية جوية في القرم، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
ولم تتبنّ أوكرانيا رسميا أي هجوم استهدف شبه جزيرة القرم، لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظنّ أن القوّات الأوكرانية قد تكون منخرطة في هذه الهجمات.
وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات سابقة أن كييف “لن تتخلى أبدًا” عن نيتها استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا.
وقالت صحيفة “الغارديان” إن الأضرار التي لحقت بخط السكة الحديد على وجه الخصوص تترك القوات الروسية في الجنوب مع خط إمداد واحد للسكك الحديدية بين كراسنودار وميليتوبول في نطاق هجمات أوكرانيا.
الحرة