كتبت كارول سلّوم في “أخبار اليوم”:
على مر السنوات، اعتاد اللبنانيون التعرف على الشخصيات المطروحة او المرشحة للإنتخابات الرئاسية من خلال الإعلام و”السكوبات” عن لقاء سري من هنا وآخر من هناك أو التداول اليومي بناشاطهم . فعلى سبيل المثال يعلم الصغير والكبير أن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية هو اسم مطروح للرئاسة، ويسأل البعض الآخر عن حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون بالوصول إلى قصر بعبدا، وحاليا ثمة من يستفسر عن إمكانية فوز رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض بلقب “فخامة الرئيس”…
واعتاد اللبنانيون ايضا على أسماء تطرح ثم تسحب من التداول لتأتي تفاهمات تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد من دون الإطلاع على اي برنامج او خطة.
وكانت الزيارت التي تقوم بها الشخصيات المرشحة الى موقع الرئاسة، لهذه القوى أو تلك واتفاقاتهم وتصريحاتهم، تسترعي انتباه الجميع لتحديد بوصلة الاستحقاق. اما حاليا وبعدما وصلت الأوضاع في البلاد إلى واقع مأساوي ، باتت اكثرية اللبنانين تسأل عن الحلول التي يحملها الرئيس العتيد معه ومدى نجاحه في تغيير الواقع الراهن .
وهنا تفيد أوساط مراقبة، عبر وكالة “أخبار اليوم”، أن على الشخصية المرشحة أن تطرح برنامجا يضم عناوين ومبادىء فلا تكتفي بأعلان اسمها في مجلس النواب، وعلى أي اسم مطروح إعلان ترشيحه الفعلي ليخرق النمط السائد سابقا لجهة عدم حصول ترشيحات ، مؤكدة على حقّ الرأي العام الذي ينشد التغيير أن يعرف هذا المرشح أو ذاك جيدا.
وتقول هذه الأوساط أن المسألة برمتها محصورة بإتصالات محلية وخارجية ولقاءات وترتيبات لتبني هذا الترشيح أو ذاك، الامر الذي يعد من عيوب النظام اللبناني الذي لم يلزم او يحدد اي شروط في مسألة الترشح.
وتشير هذه الأوساط إلى أنه في الوقت الذي لم تكتمل فيه بورصة الأسماء المطروحة للسباق الرئاسي، انطلقت المرشحة مي الريحاني في جولاتها الإنتخابية بعدما ترشحت وفقا الأصول واعلنت برنامجها الإنتخابي، وذلك على غرار ايضا المرشحة تريسي شمعون والمرشح زياد حايك.
واعربت الاوساط عن اعتقادها ان الشخصيات المرشحة للرئاسة لم تتمكن من الخروج من عباءة قوى ٨ و ١٤ آذار لجهة الوقوف على خاطرها حتى وان قيل ان هذا الاصطفاف قد سقط لصالح توازنات اخرى.
وتوضح أن البرامج الإنتخابية الواضحة التي تتناول الملفات الداخلية السياسية والاقتصادية إلى الأمن والسلاح والعلاقات الخارجية تسهل مسيرة عمل رئيس الجمهورية على أن يأتي خطاب القسم الذي يتلوه الرئيس المنتخب لاحقا في مجلس النواب يأتي متمما لهذا البرنامج.
وتعتبر أن الإعلان عن البرامج الإنتخابية وتسويقها تغني الساحة المحلية وتساهم في تجنب رسم صورة عن “الرئيس المُعلب”، وتقول أن بعض المرشحين يختار منبرا إعلاميا لإطلاق برنامجه انما الاصح هو البدء في إعلان جدي عن هذه البرامج.