كتبت روعة الرفاعي في اللواء :
ليل أمس شهدت مدينة طرابلس حادثا أمنيا شديد الخطورة إستدعى من عناصر قوى الأمن الداخلي وعناصر الجيش اللبناني إستقدام العديد من التعزيزات وإقامة الحواجز الثابتة والمتنقلة في كل شوارع المدينة على أثر الحادثة والتي ذهب ضحيتها أربعة قتلى ، وفي التفاصيل أن ملثمين يستقلون دراجة نارية دخلوا الى محل لبيع الهواتف الخليوية في منطقة التل بجانب مستشفى شاهين ، والمحل يعود لصاحبه محمود خضر من منطقة جبل محسن وكان يقف الى جانبه كل من محمد الحصني وعمر الحصني وهما أشقاء من منطقة عكار والرواية الأمنية تشير الى إن الهدف كان السرقة فسارع صاحب المحل والموظفين الى مواجهة المعتدين والذين كانوا يحملون رشاشات حربية وقنابل يدوية وبدؤوا بإطلاق النيران عليهم داخل المحل مما أدى الى مقتل محمد وعمر الحصني واصابة محمود خضر اصابات بالغة عملت فرق الصليب الاحمر على نقله الى احدى مستشفيات المدينة ما لبث أن فارق الحياة بعدها، كما وأصيب في العملية أحد المهاجمين ويدعى خالد عبد المجيد ، وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وضربت طوقا أمنيا حول المكان وعملت على سحب إحدى القنابل وتفجيرها وباشرت التحقيقات من خلال كاميرات المراقبة والإستمتاع الى الشهود ، الرواية الأمنية قابلها الكثير من المعلومات التي تناقلتها شبكات التواصل حول صحة الخبر وما إذا كان بهدف السرقة كما أكدت المصادر الأمنية مما أعاد لأذهان أبناء طرابلس زمن الجولات القتالية والتي إمتدت لسنوات طويلة حاصدة معها مئات القتلى والجرحى بين أبناء منطقتي باب التبانة وجبل محسن ليتبين فيما بعد أن هاتين المنطقتين استخدمتا كصندوق بريد لتمرير رسائل سياسية فلماذا لا يعاد اليوم نفس السيناريو ونحن على أبواب إستحقاق رئاسي قد لا يتحقق؟ أسئلة كثيرة طرحها أبناء المدينة خاصة بعد الفوضى التي شهدتها منطقة جبل محسن فور شيوع خبر وفاة خضر مما اضطر الجيش الى قطع الطريق عند سكة الشمال والتي تؤدي الى منطقة باب التبانة منعا لأي احتكاك بين الطرفين.
تشييع.. ومتابعة
هذا وتبقى الأجواء اليوم متوترة في طرابلس ويسودها الكثير من الحذر مع تشييع الضحايا وما يمكن أن يسفر ذلك من نتائج سلبية لا تحمد عقباها، وتشير المعلومات الى إن إجتماعا أمنيا لمجلس الأمن الفرعي سيبحث اليوم قضية السلاح المتفلت في طرابلس والذي يودي يوميا بحياة الأبرياء ، فهل سيكون هناك خطة أمنية سيجري تطبيقها في طرابلس بشكل عاجل أن أن للقصة فصول لا بد من تتابعها لتحقيق أهدافها المرجوة على الصعيد السياسي فيقطف ثمارها من يقف وراء هذا الملف وفور تحقيق الغاية المرجوة تنفذ الخطة الأمنية ويساق للعدالة والسجون ضحايا جدد من أبناء طرابلس تم إستغلالهم أمنيا خدمة لمصالح سياسية؟!!!!
تاريخ أسود يعيد نفسه في مدينة مقهورة لن تنال نصييها من الحياة الكريمة، قدرها أنها كانت وستبقى صندوق بريد ليس إلا؟؟!!!