كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
تزامناً مع إستحضار رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل اسلحته الثقيلة في مؤتمره الصحافي الثلاثاء الماضي، ليرفع فيها سقف المواجهة الى اعلى المستويات بوجه خصومه والتصدّي لهم، كان لافتا وجود آليات عسكرية اصطفت على جانبي الطريق في منطقة “ميرنا الشالوحي” اي محيط المقرّ الرئيسي للتيّار في سن الفيل.
وهذه ليست المرّة الاولى الذي يستعرض فيها باسيل القوّة، فمئات العسكريين كانوا يواكبونه في جولاته المناطقية من الشمال الى الجنوب لاعتلاء المنابر وإلقاء الكلمات.
في الحقيقة، قطف باسيل الثمار الامنية في التعيينات خلال فترة ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، كما أنّهُ يدعم فكرة إحداث تغيير كبير داخل قيادة الجيش، بعدما اختار الخيرة من الضباط المقربين منه لينسجموا معه، بإستثناء قائد الجيش جوزاف عون بحكم علاقة “الجفاء” التي تربط القائد برئيس التيّار، لا سيما انّ الاخير تطوّع لفتح النار باتجاه اليرزة مرات عدة واتّهام قائد الجيش بالتقصير، فلـ”الاخير نوايا مبيّته هدفها الوصول إلى سدة الرئاسة” كما يقول البعض.
في كافة الاحوال، يضرب باسيل على كل “الاوتار السياسية”، ويُدرك انّ خياراته الرئاسية بعيدة المنال، لحصاره من الداخل والخارج. كما يُدرك المتابعون السياسيون، انّ حلم باسيل في العهد المقبل، يقتصر على التوافق مع مرشح رئاسي على سلّة مُكتملة تجعل الإمرة بيده، تحديداً بتسمية قائد للجيش وحاكم للمركزي، كما التعيينات في المؤسسات الادارية والأمنيّة والعسكريّة والقضائيّة، ليبقى نافذاً بعد مغادرة عون القصر ويستخدمهم في وجه خصومه على اثر حروب مستعرة بدأت ترخي بظلالها الثقيلة.
لكنّ على الضفّة الجانبية، وفق معلومات دبلوماسية لِوكالة “اخبار اليوم” انّ العواصم الغربية المؤثرة راهناً تسعى لإيصال رئيس جمهورية قادر على توقيع “اتفاق بحري” لتلافي الصراع على المنطقة المتنازع عليها، في شأن الغاز والنفط. حتى الساعة، يبدو انّ جوزاف عون هو الوحيد القادر.
الّا انّ المراقبين لا يُمكنهم الجزم بوصول قائد الجيش إلى الرئاسة، لكنه أقوى خيار غربي حتّى الآن، أو الأصّح انّ لا “فيتو” على اسمه منذ البداية.