كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
يسيطر الخوف هذه الأيام على حياة عدد من العائلات من سكان حي البحر في منطقة سهل عكّار، فالحل الذي توصلت اليه الهيئة العليا للإغاثة قبل مدة، ببناء سنسول صخري لم يشمل جميع منازل الحي، وظلّ نحو 16 منزلاً من دون تغطية، علماً أنها منازل أملاك خاصة وليست أملاكاً بحرية كما يؤكد الأهالي. فعند كل موسم شتاء وأمام كل عاصفة، تعود معاناة أهالي الحي لتتصدّر الواجهة، خصوصاً أن هذا الحي الملاصق للبحر ويحوي عدداً من المساكن، يعتبر من أكثر الأحياء فقراً في عكّار، والخوف مردّه أن العواصف تدفع بمياه البحر والأمواج العاتية باتجاه البيوت ما يؤدي إلى تآكلها فتحدث الإنهيارات.
في حي آل الشتيوي، يتحدث الأهالي عن ليالٍ مرعبة يمضونها كل يوم منذ سنوات، خصوصاً أن الشتاء على الأبواب، إذ لا يسمعون في الليل إلا هدير الأمواج، وتكبر المعاناة وتزداد المخاوف لأن الموج قد أكل أجزاء من منازلهم فباتت مهددة بالسقوط على من فيها في أي لحظة، لذلك يرفعون صرختهم قبل بداية موسم الشتاء لعلّ أحداً من المعنيين يسمعها. تقول سيدة من سكان الحي: «كلما اقترب موسم الشتاء زاد خوفنا، نعيشه كل ثانية، إذ لا ندري في أي وقت سوف تسقط هذه المنازل على رؤوسنا، لا سيما أن هناك أجزاء منها قد سقطت والمياه نخرتها وهي غير قادرة على تحمل أي عاصفة مقبلة».
ويؤكد الأهالي أن الهيئة العليا للإغاثة كانت زارت حيهم بعد حصول انهيار قبل مدة وعاينت الوضع، وكانت هناك وعود بمعالجته لكنها لم تنفّذ، فقد قامت الهيئة ببناء سنسول لعدد من البيوت المقابلة وتركوا هذا الحي من دون معرفة الأسباب. ويطالب الأهالي الهيئة وجميع المعنيين بالمسارعة إلى نجدة أكثر من 16 عائلة مهددة برجالها ونسائها وأطفالها بالموت في أي لحظة، وذلك من خلال بناء سنسول صخري يساهم في كسر الأمواج العاتية، ويمنعها من التقدم نحو المنازل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العائلات تعيش أوضاعاً اقتصادية واجتماعية مزرية من شدّة الفقر والعوز، وليس بإمكانها بناء مثل هذا الحائط الصخري على نفقتها الخاصة.