من يدخل قصور العدل اليوم التي أصبحت كمنازل مهجورة خالية من أصحابها وأعمدتها، عَنيت بهم القضاة والمحامين والمساعدين القضائيين، خاصة بعد أن فقدت كافة مقومات الحياة من ماء وكهرباء وقرطاسية وظروف معيشية للجنس البشري، حتى أن النظافة اصبحت دون الحد الأدنى رغم جهود الكثيرين من مالهم الخاص.
نعم قصور العدل اصبحت مهجورة كما انّ القوى الامنية اصبحت عاجزة عن ملاحقة المجرمين والعصابات بفِعل سقوط هيبة الدولة وسقوط معنويات العسكر بفقدان المعدات اللوجستية والحياتية، فلن يضحّي عسكري بحياته لتوقيف عصابة ومعاشه لا يشتري علبة حليب لطفله وربطة خبز لعائلته.
إذا شلّت العدالة بجميع أوجهها قضائياً بتكبيل القضاة مادياً وخنقهم سياسياً ومنعهم من اقرار قانون استقلالية القضاء كما سقطت الاجهزة الامنية بشل معنويات ضباطها وعسكرييها ودفنهم أحياء، كما أننا كمحامين لا زلنا نقاتل باللحم الحي للحفاظ على ما تبقى من حياتنا فهل سنصمد؟ هل هناك من يستمع الينا غير الله عز وجل؟ هل هناك من لا يفكر باستثمار اوجاع الشعب بمنظمات وجمعيات لسرقة الدولار الفريش؟ هل هناك من يريد اعادة الثقة للقطاع المصرفي ومحاربة الفاسدين؟ هل هناك من يريد محاربة الفساد وهل تصدقون ان الجميع يريد محاربة الفساد ويتهم غيره بالفساد وغيره يتهمه به؟ أي انه فعلاً عمل المافيا والعصابات.
سقط كل شيء والضرب بالميت حرام، وعذراً نعم انتهى كل شيء وما تبقى من لبنان على غرار ما قال صديق يوماً ما جثة هامدة محنّطة نبكيها لعلها تحيا ونحن نعلم أن الأموات جسدياً لا يقومون. ولكن يبقى الرجاء بالله ولن نموت الا عندما يأذن هو بذلك. ولهؤلاء نقول: «ويل لكم لأنكم تظلمون من لا يملك ضدكم الا الدعاء لمن خلق السماء والأرض ولمن لا تستطيعون رشوته او الضغط عليه وهو يعلم ما تظنون أنكم تخفونه أثناء الصلاة له تمثيلا».
الجمهورية