سيرجيو الدرويش: هدفنا الوصول إلى كأس العالم

بسرعة قياسية، فرض سيرجيو الدرويش نفسه رقماً صعباً في كرة السلة اللبنانيّة. ابن الـ26 عاماً بات نجماً فوق العادة في تشكيلة منتخب لبنان، وكان له فضل كبير في احتلال وصافة بطولة آسيا الأخيرة التي استضافتها إندونيسيا. نجم نادي بيروت السابق والحكمة الحالي يتطلّع لقيادة المنتخب برفقة زملائه للتأهل إلى مونديال السلة المقبل (2023)، وقبل مواجهة الفيليبين يوم الخميس المقبل (الساعة 21:00 بتوقيت بيروت) يؤكد لـ«الأخبار» أن الوصول إلى المونديال هو الهدف الأكبر حاليّاً

برز اسم سيرجيو الدرويش قبل سنوات قليلة، وتحديداً عام 2019 في دوري كرة السلة الأميركي للجامعات (NCAA)، عندما كان لاعباً في صفوف فريق جامعة «ماين». حينها قدّم الدرويش عروضاً جعلته محط أنظار العديد من المتابعين في أميركا والعالم، ولاستعادته إلى منتخب لبنان الأول، فشارك في أول مباراة له ضمن تصفيات كأس آسيا الماضية ضد المنتخب الهندي في السابع من تشرين الثاني عام 2020 وسجّل 11 نقطة. ومنذ ذلك الحين، بات الدرويش عنصراً أساسياً في كتيبة «رجال الأرز» فشارك في 14 مباراة متتالية في التصفيات والبطولات القارية (4 في تصفيات كأس آسيا ـ 6 في بطولة آسيا ـ 6 في تصفيات كأس العالم)، كما فاز مع المنتخب في بطولة العرب الأخيرة التي استضافتها الإمارات، وهو اللقب الأول لمنتخب لبنان في هذه البطولة.

يقدّم سيرجيو أداءً مميزاً مع المنتخب، وهو يستعد للمباراة المقبلة المقرّرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري (يوم الخميس المقبل) ضد منتخب الفيليبين على أرضية مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل شمالي بيروت، وذلك ضمن النافذة الرابعة من التصفيات المونديالية. الدرويش يقول لـ«الأخبار»: «التحضيرات جيدة جداً لمباراة الفيليبين. بدأنا التحضير يوم الثلاثاء الفائت بحضور معظم اللاعبين باستثناء يوسف خياط الذي التحق بفريقه في أميركا. نحن نستعد بطريقة طبيعية كما نفعل قبل أي مباراة». لا يعطي الدرويش أهمية كبيرة لاستدعاء الجهاز الفني الفيليبيني لاعبين ينشطون في دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين NBA، وعلى رأسهم لاعب نادي يوتا جاز جوردان كلاركسون، ويقول في هذا الإطار: «لاعب أو اثنان لن يصنعا الفارق. سنلعب يداً واحدة وقلباً واحداً، ويمكن أن نستفيد من عدم الانسجام داخل المنتخب الفيليبيني، وخاصة أن معظم الأسماء هي جديدة على المنتخب الفيليبيني».

آسيا محطة أساسية

يؤكد نجم منتخب لبنان أن بطولة آسيا الأخيرة كانت محطة تحضيرية مهمة جداً للتصفيات: «عرفنا خلال بطولة آسيا حقيقة مستوانا، ولعبنا بطريقة جيدة جداً أمام منتخبات كبيرة كالصين وأستراليا. المنتخب الفيليبيني خرج باكراً من البطولة، وبالتالي نحن لعبنا مباريات أكثر منه وعلى مستوى أعلى، وهذا يُعدّ أمراً إيجابياً جداً لمنتخبنا». يتوقف اللاعب الرقم 9 عند بطولة آسيا، التي حلّ فيها لبنان وصيفاً لأستراليا، بعدما تجاوز الصين ونيوزيلندا والأردن في طريقه إلى النهائي، ويؤكد أنها عادت على المنتخب بخبرة كبيرة: «ليس هناك مباراة أهم من الأخرى. كانت لديّ أدوار دفاعية كبيرة خلال البطولة وخاصة في نصف النهائي أمام الأردن عندما دافعت على دار تاكر. هذا الأمر مختلف عما أقوم به مع الأندية، إلا أنّي قمت بما عليّ». يُذكر أن الدرويش سجّل ثلاثيّتين حاسمتين في وقت قاتل من المباراة التي انتهت بنتيجة (86 ـ 85).

وتبدو أرقام نجم الحكمة الجديد لافتة جداً خلال بطولة آسيا وتصفيات 2021 و2023 فبلغ معدله العام: 10.6 نقاط و4.1 متابعات (ريباود)، إضافة الى 3.3 تمريرات حاسمة في كل مباراة.

المنتخب منسجم

حقّق منتخب لبنان 5 انتصارات مقابل خسارة واحدة في مشوار تصفيات كأس العالم الحالية، ليضع قدماً في المونديال السلّوي، ويقترب من التأهل للمرة الرابعة في تاريخه إلى العرس العالمي بعد أعوام 2002 ـ 2006 ـ 2010. وتبقّى للمنتخب 6 مباريات تُلعب على مدى «ثلاث نوافذ» بين الشهر الجاري وشباط المقبل، حيث يواجه الهند والفيليبين ونيوزيلندا في مباراتي ذهاب وإياب. ويتميز المنتخب الحالي بالسرعة الكبيرة، والدفاع المتوازن، ويقول الدرويش: «ما يميّز منتخب لبنان اليوم هو أعمار اللاعبين القريب بعضُها من بعض، إضافة الى الانسجام الكبير بين اللاعبين». نقاط مهمة يمكن أن تساعد أيّ مدرب على خلق الانسجام، ويضيف الدرويش: «نحن نعرف بعضنا داخل الملعب وخارجه. والأمر المهم أن ليس هناك «إيغو» (رؤوس حامية) داخل المنتخب. نحن نعمل كمجموعة، وهدفنا الأساسي اليوم هو الوصول إلى كأس العالم ورفع اسم لبنان عالياً».

وتوجّه الدرويش بكلمة إلى الجمهور اللبناني طالباً تقديم الدعم بأفضل صورة ممكنة، وقال: «أقول للجمهور إننا بحاجة إليهم. شجّعونا بأفضل صورة، ونحن سنقدم كل جهدنا لتحقيق الفوز وإسعادكم، في هذه المباراة وجميع مباريات التصفيات».

سعيد بانتقالي إلى الحكمة

مسيرة سيرجيو الدرويش على مستوى الأندية لم تكن طويلة في أميركا، فنتيجة انتشار فيروس كورونا وتوقف النشاطات لفترة ليست بالقصيرة، انتقل عام 2020 الى نادي الشانفيل مقدّماً أداءً مميزاً، قبل أن يحطّ رحاله في بيروت فيرست كلوب الموسم الماضي ليحرز معه لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يوقّع أخيراً مع الحكمة. ويقول في هذا الإطار: «الانتقال إلى الحكمة لم يكن قراراً صعباً. الحكمة قدّم كل شيء، لقد شعرت بأنني في بيتي منذ اللحظة الأولى». ويؤكد الدرويش أنه يركز حالياً على عقده مع النادي الأخضر، لكنه لا ينفي تفكيره بالاحتراف خارج لبنان: «الاحتراف في الخارج هو الحلم، وأفكر بهذا الأمر. اليوم تفكيري مع الحكمة، وسنرى في الموسم المقبل ماذا يحدث، لكنّ فكرة الاحتراف واردة دائماً».

شاهد أيضاً

سبّاح يُعلنها: لا يوجد مكيف هواء والطعام سيئ في القرية الأولمبية

فتح السباح الإيطالي توماس تشيكون النار على منظمي أولمبياد باريس 2024، بعدما “كشف المستور” في …