في تطور خطير انفجرت ازمة ودائع المواطنين في المصارف عندما اقتحم المواطن المودع بسام الحاج حسين مصرف فدرال بنك في الحمرا، واحتجز الموظفين والزبائن داخل مصرف بعدما حمل معه مادة البنزين وهدد بإشعال نفسه وقتل مَن في المصرف، واستحصل على بندقية بومباكشن من مدير المصرف، مطالبا بالحصول على 210 الاف دولار من امواله لزوم علاج ابنه المريض ووالده المقعد في مستشفى الزهراء وسداد ديون عليه، وحضرت عناصر من القوى الأمنية والجيش الى المكان، وتجمع ايضا عدد من المودعين في الخارج دعما للحاج حسين، الذي خاطبهم من احدى النوافد.
وقال متوجها الى الجميع: «خدوا حقكن بإيدكن!»، كما يتم التداول عبر مواقع التواصل. كماحضرممثلون عن محامي اصحاب الحقوق ورئيس جمعية المودعين اللبنانيين حسن مغنية مع أعضاء من الجمعية، في محاولة منهم لاقناع المودع المسلّح وثنيه عن القيام بأي عمل مؤذ، في حادثة أعادت الى الذاكرة ما اقدم عليه مواطن آخر قبل 9 اشهر هو عبد الله الساعي في جب جنين.
فقد تابع اللبنانيون منذ ما قبل ظهر امس، على نحو مثير وخطير حدثاً حساساً، هو واحد من سلسلة احداث تكاد تتحول الى ظاهرة مغالاة المصارف في الامتناع عن تسديد المودعين ودائعهم، او حتى اعانتهم على قضاء حاجة او اغاثة مريض من الاسرة نفسها او من العائلة، بما في ذلك تسديد الاقساط والمصاريف الشهرية التي يكاد المودع يتحول الى متسول للحصول عليها او سلوك طريق «استعادة الحق» بالقوة الشخصية او النفوذ، وصولا الى التضحية بالنفس او بالغير واستخدام السلاح الحربي المرخص او غير المرخص، ومع انعدام السلطة الضابطة او القادرة عبر القوانين والقضاء من تنظيم الاستعادة او حتى توزيع الخسائر..
سنوات ثلاث تكاد تنصرم، والوضع المصرفي والنقدي يزداد تفاقماً وتأزماً بين المصارف والسلطات، وبين المصارف والمودعين، وحتى الموظفين والمتقاعدين الذين امتدت اليد المصرفية للتحكم بدفعها او صرفها
.
الحادث الدراماتيكي المثير، انتهى بعيد السادسة من عصر امس عندما خرج المودع بسام الشيخ حسين من المصرف (فدرال بنك) باحتضان شعبي واهلي، وبرفقة عناصر من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.
اللواء