كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
إغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في قوات «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان العميد سعيد علاء الدين الملقب بـ»أبو نادر العسوس» في عين الحلوة، أثار قلق القوى الفلسطينية ومخاوفها من بدء مرحلة جديدة من الاغتيالات الدموية، لذلك تسارعت التحقيقات الامنية لكشف ملابساتها ودوافعها ولوضع الجريمة في اطارها السياسي او الامني او الانتقامي او غيرها. وأوضح قائد «القوة المشتركة الفلسطينية» في المخيم العقيد عبد الهادي الاسدي لـ»نداء الوطن» ان «الجهود تتركز على التحقيقات الامنية لكشف ملابسات الجريمة النكراء وتحديد هوية المجرمين، وتمت مراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة حيث وقعت الجريمة في حي صفوري وهناك تعاون من مختلف القوى الفلسطينية ومع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب»، معتبراً أن الهدف محاولة توتير الوضع الأمني وإيقاع الفتنة ونؤكد ان لا عودة لسياسة الإغتيالات في ظلِّ ما يشهده المخيم من توافق بين جميع قواه الوطنية والاسلامية».
وفي التحقيقات الاولية ووفق روايات شهود العيان، فان الجريمة وقعت اثناء قيام العميد «العسوس» بأداء صلاة العشاء قرابة التاسعة و5 دقائق من ليل الاثنين، حيث دخل مجهول مقنع باحة منزل صديقه حيث كان يوجد، واطلق عليه رشقاً نارياً من سلاح حربي، فأصابه بـ3 طلقات بالرأس والعنق والكتف، بينما اصابت 4 طلقات الجدار قربه، قبل ان يفر الجاني الى جهة مجهولة ويتوارى عن الانظار.
وشكلت جريمة اغتيال «العسوس» صدمة في الاوساط الفلسطينية كافة في توقيتها في ظل اجواء الوحدة التي جسدها «عين الحلوة» وقواه في التعامل مع العدوان الاسرائيلي على غزة ومشاركة حركة «فتح» في الوقفات التضامنية الشاجبة، وفي أهدافها لجهة محاولة توتير الوضع الامني في المخيم بعد مرحلة من الهدوء والاستقرار الامني، وخلط الاوراق مجدداً وايقاع الفتنة، وفي استهدافها لجهة اختيار العسوس الذي يحظى بمحبة واحترام كافة القوى السياسية الوطنية والاسلامية على حد سواء، ويتمتع بشكبة علاقات واسعة من دون ان تكون له خصومة سياسية مع أحد.
وعقدت القيادة السياسية الفلسطينية في منطقة صيدا اجتماعا طارئا في مقر من «القوة المشتركة» في المخيم دانت فيه الجريمة وأكدت على مواصلة التحقيقات لكشف المجرمين ومعاقبتهم، قبل ان يزور المشاركون منزل عائلة «العسوس» ويقدموا التعازي الى ذويه واقاربه، مؤكدين ان الجريمة لن تمر دون عقاب.ر وشدد قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب على وحدة الموقف الفلسطيني في هذا التوقيت، متوقعا أن تظهر خيوط الجريمة في القريب العاجل، انطلاقاً من التعاون المشترك الفلسطيني واللبناني».
وشيعت منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة حركة «فتح» في لبنان وقوات «الأمن الوطني الفلسطيني» العميد «العسوس» بموكب سياسي وشعبي حاشد، انطلق من مسجد «الفاروق عمر بن الخطاب» في الشارع الفوقاني، وصولاً الى مقبرة عين الحلوة في درب السيم وبمشاركة لافتة أكدت على ادانة الجريمة وعلى الموقف الفلسطيني الموحد في التصدي لاي محاولة لاستهداف الامن في عاصمة الشتات ومركز القرار».
ووسط حزن وحداد، نعى مجلس شورى صفورية وآل علاء الدين العميد «العسوس»، كما نعته المنظمة وفتح وقوات الامن الوطني واعتبرت استهدافه من قبل «أيادي الإجرام والغدر بعملية اغتيال آثمة جبانة في المخيّم»، معاهدة «بمحاسبةِ مرتكبي هذه الجريمة النكراء التي نفّذتها عناصر مأجورة تعمل لأجندات مشبوهة تستهدف النيل من أمن واستقرار مخيماتنا تعمّدت استهداف الشهيد «أبو نادر» في إطار مسلسلها الدموي، لاستهداف قيادة وكوادر «فتح» والأمن الوطني التي تشكل صمام أمان في وجه الفتن والمخططات التآمرية على قضيتنا ومشروعنا الوطني، بهدف زعزعة أمن واستقرار أهلنا ومخيماتنا والجوار اللبناني.