كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
لا تزال الصورة ضبابية، عند محطّة انتخاب رئيس الجمهورية، لم يعلن عن مرشحين بشكل رسمي حتى الساعة، وفي المقابل لا تبدو طريق تبدو سالكة، ولا طريق ترسيم الحدود مُعبدّة… والجميع مقتنع انّ تسوية اقليمية اتية، ستؤتي بثمارها في حلّ ازمات لبنان وتسهيل انجاز استحقاقات بعد انتخاب الرئيس الجديد.
لذلك، لا يبدو أيضاً أنّ دخاناً أبيض سيتصاعد في وقتٍ قريب، فهناك من يجزم بأنّ سيناريو الفراغ يجب أنّ يسبق أيّ مفاوضات حول اسم الرئيس العتيد، وهو ما يعزّز مبدأ رفض معظم القوى السياسية البحث بأسماء المرشحين المحتملين، بذريعة أنّ أوان الانتخابات لم يحِن، والإسم لم يأتِ من الخارج بعد.
على رغم ذلك، وفي قراءة أوساط سياسية متابعة لمسار الإستحقاق الرئاسي، فإن الدفع بأي إسم، في الوقت الحالي، قد يؤدي إلى إضعاف حظوظه، وبالتالي “إحراقه”، كإسم زعيم تيّار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون، نظراً إلى أنهما الإسمين الأكثر تداولاً حتى الآن، لا سيما أنّ مرحلة الحسم، التي من الممكن أنّ تبرز فيها مجموعة من الأسماء الجديدة، لم تظهر معالمها حتى الآن، الأمر الذي قد يتبدل في الفترة الفاصلة عن بداية شهر أيلول المقبل.
وتشير المعلومات المتوافرة، لِوكالة “أخبار اليوم” أنّ الحزب سيراعي الرئيس الحالي للجمهورية ميشال عون، بما يمتلكه من حيثية سياسية وشعبية، فالتيّار الوطني الحر المحسوب على عون بالنسبة للحزب هو “قلعة المسيحيين”، ولديه اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب.
وفي هذا السياق، رجحت مصادر قريبة من الحزب، انّ كتلة “الوفاء للمقاومة”، لن تذهب الى جلسات انتخاب الرئيس التي سيدعو اليها رئيس البرلمان نبيه برّي بدءاً من الاول من ايلول، قبل التفاهم مع عون على اسم يُرضيه كي لا يخرج مكسوراً في الورقة الرئاسيّة، شرط انّ “يُعبّي” شخص الرئيس الجديد، الفراغ الذي سيتركه “بيّ الكل”، لاسيما في العلاقة مع الحزب.
ووسط هذه الاجواء يبدو السباق محتدماً، سواء كان على شكل تحديد مواصفات الرئيس المقبل، كما يفعل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أو على شكل البحث عن الخيارات الممكنة أو دعم بعض الأسماء، كما يفعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
بين “العصفورية” و”جهنّم”، هل هناك خيار ثالث انقاذي؟