ليس أدل على تمادي فريق العهد بما يتصل بعملية تأليف الحكومة، ما كشف عن أن دوائر قصر بعبدا، ردت على طلب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي قبل عيد الأضحى، موعداً للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، بالقول،”دقيقتين ومنرد خبر”، ولم يأت الخبر حتى الآن . وإن صح هذا الكلام غير اللائق مطلقاً بحق الرئيس ميقاتي، بما يمثل، ومن يمثل، فهذا يعني بوضوح أن العهد وحلفاءه يتعاملون بكثير من الاستخفاف في ما يتصل بعملية تأليف الحكومة، أي أنهم لا يريدون أن تكون هناك حكومة، وإلا كانوا وافقوا على التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف إلى رئيس الجمهورية في لقائهما الأول .
وتؤكد أوساط نيابية في الأكثرية لموقع “اللواء”، أن “هذا التعاطي من جانب العهد مع موضوع تشكيل الحكومة، لا يبشر بالخير، ويعطي انطباعاً بأن هذا الفريق لن يسهل مهمة الرئيس المكلف، بدليل أن رئيس الجمهورية لم يوافق على تشكيلة ميقاتي، وهو الآن كما نقل عنه، مصر على استعادة حقيبة “الطاقة”، وإلا فإنه لن يوقع على مرسوم تشكيل حكومة جديدة”، مشيرة إلى أنه “في المقابل، وكما نقل مقربون عن الرئيس المكلف، فإن الكرة أصبحت في ملعب الرئيس عون وفريقه، فإما تتم الموافقة على هذه التشكيلة مع بعض التعديلات الطفيفة، وإما لا حكومة حتى نهاية ولاية العهد” .
وتكشف الأوساط، أن “اشتداد الاشتباك بين الرئيسين عون وميقاتي، بدليل تعذر عقد لقاء بينهما قبل عيد الأضحى، مرشح للتفاقم في الأيام المقبلة، مع تشبث كل طرف بمواقفه، ما يجعل عملية التأليف في مهب الريح، وهذا سيؤدي حكماً إلى بقاء حكومة تصريف الأعمال التي يعتبرها الرئيس ميقاتي مكتملة الأوصاف. وهو كما نقل عنه لن يسمح ل”التيار الوطني الحر” أن يستعيد وزارة الطاقة، بعد فشله لما يزيد عن عشر سنوات في إصلاح وضع قطاع الكهرباء، وهذا الأمر أبلغه إلى كل من راجعه في هذا الشأن . وعليه فإن الرئيس المكلف، سيعيد التأكيد أمام رئيس الجمهورية إذا ما التقاه، بأن حقيبة “الطاقة” ستبقى من حصته، شاء من شاء وأبى من أبى” .
وفي المقلب الآخر، فإن رئيس “التيار العوني” النائب جبران باسيل، وكما أشارت مصادره، “ليس مستعداً للسير بأي تشكيلة حكومية، لا تبقي بحوزته وزارة الطاقة، طالما أن وزارة المالية لا زالت في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري. فإما أن تكون المداورة شاملة، وإما أن يبقى القديم على قدمه . وبالتالي فإن ولادة حكومة جديدة، مشروطة بتحقيق هذه المداورة قبل أي أمر آخر، حتى يقبل العهد بتوقيع المراسيم” . وتضيف المصادر، “لماذا لا يريد الرئيس المكلف استفزاز الرئيس بري، في حين يسهل عليه هذا الأمر، في تعامله مع رئيس الجمهورية، شريكه الوحيد في عملية التأليف؟” .
إزاء ما تقدم، يبدو الوضع الحكومي على درجة كبيرة من التصعيد المفتوح على كل الاحتمالات، في وقت يطغى ملف الاستحقاق الرئاسي على مختلف الاهتمامات بعد المواقف اللافتة التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي، والتي حدد من خلالها مواصفات رئيس الجمهورية العتيد، وهي مواصفات لا تنطبق بالتأكيد على المرشحين الثلاثة الأكثر تداولاً، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع . وبالتالي فإن بكركي تسعى بالتشاور مع الداخل والخارج، إلى رئيس من خارج هذا الطقم السياسي، ولديه القدرة على إنقاذ البلد وإصلاح علاقاته مع العرب والمجتمع الدولي .
اللواء