عادت السفيرة الأميركية إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي. ووفقاً لمعلومات “ليبانون ديبايت” ، أبلغت المحيطين بها حيازتها “رداً أولياً” حول الإقتراح الذي تقدم به لبنان من خلال رئيس الجمهورية ميشال عون (بعد توافق الرؤساء الثلاثة) وحمله المفوض الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين معه إلى واشنطن ثم تناوله مع الوفد الإسرائيلي المفاوض عبر تقنية الفيديو.
كما بات معلوماً، يتناول الإقتراح تخلي لبناني الرسمي عن المطالبة بالخط 29 مقابل إعادة تبني الخط 23 لكن معدلاً، بما يسمح له بحيازة كامل حقل قانا المحتمل. وقد عزز لبنان مطلبه من خلال خريطة أطلع رئيس الجمهورية هوكشتاين عليها من دون أن يسلّمه إياها. وقد لحظت الخارطة منح لبنان قطراً دائرياً بمساحة تبلغ 300 كلم تقريباً بمحيط حقل قانا ما يسمح للبنان بجعله حقلاً سيادياً.
في هذا الوقت، نقلت أوساط متابعة للملف إلى “ليبانون ديبايت” وجود خط ثانٍ غير مصرح به ومتروك إلى لحظة تعقّد المفاوضات، يمنح لبنان حقل قانا بالإضافة إلى ما يربو عن 1200 كلم، حيث يبدأ من نقطة أساس انطلاق الخط 23 في الماء ويصعد بشكل أفقي حتى يلامس آخر نقطة من الخط 29، وقد أسماه المصدر بـ”الخط المائل”.
بالعودة إلى السفيرة الأميركية التي وصلت إلى بيروت الثلاثاء، باشرت بالأمس عملية الإنتقال السياسي إلى المرجعيات الرسمية لإبلاغها بمقتضى أولي حول ما توصّل إليه هوكشتاين بعد مناقشته المسؤولين الإسرائيليين حول الملف عقب جلستين عقدهما عبر الفيديو.
ونصّ الرد “الأولي التمهيدي” كما أسمته المصادر، على رفض إسرائيل الإقرار بالحقّ السيادي للبنان على كامل حقل قانا، على اعتبار أن الجزء الجنوبي منه يتمدد إلى البلوك 72 الملزّم، ما يمثّل إشكاليةً بالنسبة إليه. تذرّع العدو بتلزيم البلوك 72 يُعتبر محاولة إلهاء للطرف اللبناني، لدفعه نحو منح تل أبيب بديلاً عن تنازلها عن الجزء الواقع لديها، وهذا سببه الأساسي يعود إلى تراجع لبنان إلى الخط 29 من دون ضمان كامل حقل قانا.
غير أن المهم في ما جرى، إمتناع السفيرة الأميركية عن تقديم ردٍ نهائي على المقترح ربطاً بعدم انتهاء هوكشتاين من مباحثاته مع تل أبيب، ممّا يعني أن الأمور مفتوحة على عدة احتمالات.
ويُعدّ بيان وزارة الخارجية الأميركية الأخير، الذي أعلن الوصول إلى “تفاهمات” مع الجانب الإسرائيلي حيال ملف ترسيم الحدود اللبنانية، إعلاناً عن انتهاء الجولة الأولى، فيما لم يُعرف إلى غاية الآن موعد إطلاق الجولة الثانية برعاية هوكشتاين. وقدّرت أوساط متابعة للملف أن تُحال هذه المرحلة إلى بداية أيلول المقبل، نظراً لارتباط هوكشتاين بمواعيد على صلة بزيارة الرئيس الأميركي جون بايدن إلى المنطقة ومن ثم العطلة الصيفية السنوية، ما يعني أن أي حلٍّ مُفترض سيُحال إلى الخريف، وقد لا يلحقه رئيس الجمهورية ميشال عون لاحتمال عدم الوصول إلى اتفاق تزامناً مع انتهاء ولايته.
“ليبانون ديبايت” – وليد خوري