كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
تُذكر طوابير انتظار ربطة الخبز امام الافران تحت الشمس الحارقة، بتلك التي شهدناها الصيف الفائت امام محطات المحروقات، الى جانب نشاط ملحوظ للسوق السوداء، والتي لم تحلّ الا بتحرير سعر البنزين فعلى سبيل المثال البنزين 95 اوكتان ارتفع خلال عام واحد من 43,500 ليرة الى 670000 ليرة (صباح اليوم) ما نسبته 1488% أي 16 ضعفاً (بحسب الدولية للمعلومات). وبالتالي السؤال: هل سيتحرر سعر الخبز ليلامس سقوف خيالية على غرار المحروقات؟
فقد اوضح الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان دعم اي سلعة يؤدي الى خلق سوق سوداء لها او الى التهريب، لان لا تطبيق ولا احترام للقوانين في لبنان، قائلا: الخبز لا يباع عن الرفوف في بعض الافران بل من ابوابها الخلفية لينقل بعدها الى السوق السوداء. وكشف ايضا انه لغاية اللحظة ما زال الطحين يهرّب الى سوريا.
واذ اسف الى ان لا سيادة للقوانين في لبنان، قال عجاقة: لو كانت القوانين مطبقة لكان المحتكرون والمهربون “مرميين” في السجون.
وهل نحن امام مقدمة لتحرير سعر ربطة الخبز؟ اجاب عجاقة: قد يتخذ القرار بتحرير سعر الطحين من كل دعم، قد تنتهي الطوابير التي نشهدها اليوم، ولكن الخبز يصبح مثله مثل اي سلعة يرتفع سعرها مع كل ارتفاع لسعر صرف الدولار.
وقال: لكن في كل دول العالم سعر الخبز مستقر وثابت، وبالتالي فان لبنان سيكون الدولة الوحيدة التي يتحرك فيها سعر الخبز صعودا وهبوطا ويباع في السوق السوداء. وهنا يعود عجاقة الى انتقاد اداء وزير الاقتصاد السابق راوول نعمة، قائلا: الاخير ارتكب جريمة حين كسر ثبات سعر الخبز.
واشار الى انه في دول العالم تغيير سعر الخبز يخضع لشروط صارمة، واي خطوة غير مدروسة على هذا المستوى تؤدي الى سقوط الحكومات، لافتا الى ان دولرة سعر الخبز ستجعل شريحة كبيرة من اللبنانيين عاجزة عن شرائه، وستكون الخطوة الاولى نحو المجاعة، لافتا الى ان نصف السعرات الحرارية التي يحصل عليها الانسان يوميا – في المجتمعات العربية ومنها لبنان – يأتي من الخبز