كما في الحملات الانتخابية، كذلك يوم الانتخاب، خطف كلٌّ من حزب “القوات اللبنانية” و”حزب الله” الاضواء من سائر المتنافسين، بالمواجهات بينهما التي كانت كلامية عالية النبرة في الحملات، وأضحت عنفاً جسدياً يوم الانتخاب. وفي الحالتين كانا وحدهما المستفيدَين دون باقي اللوائح، لكونهما الفائزَين حكماً ببلوكات اصواتهما، فيما تعطّل العملية الانتخابية وتباطؤها ينعكسان سلباً على باقي اللوائح، ليستمر التنافس بين الطرفين الرئيسيين على من يجمع حواصل أكبر ربطاً بكثافة الاقتراع لطرف منهما، والتي يزيدها التصويت المسيحي لـ”القوات” من خارج مناصريه، في حين ان بلوك التصويت الشيعي الذي يتحكم به الحزب وأصوات حلفائه محدود.
وقعت المواجهة الاولى أمام مستشفى الياس الهراوي الحكومي في معلقة – زحلة، حين عمد شبان من “القوات” الى اغلاق باب مركز الاقتراع الرئيسي لاشتباههم بعمليات رشى، على ما قالوا، يقوم بها افراد من الحزب يستقلون سيارتي “جيب”، وتطور الى تضارب وسقوط جريح، حيث كانت الغلبة لـ”القوات”، فجاء رد “حزب الله” في الكرك حيث حطم أنصاره خيمة للماكينة الانتخابية “القواتية”. ومساء كانت المواجهة الثانية في حوش الامراء، وبدأت مع دخول احد افراد “حزب الله” بمسدسه الى مركز الاقتراع، ليجري إخراجه بسرعة من مسؤول للحزب، تبعته حركات إستفزازية من ناخبين إثنين للحزب داخل المركز ورمي عبوات بلاستيكية من الطبقة الثانية على المجتمعين في باحته. ومع محاصرة المستفزين داخل المركز الذي جرى اغلاق بابه الرئيسي، وفيما كان الجيش يعالج الموضوع، قدِم وفد من “حزب الله” في اتجاه المركز حيث كان قد تجمّع أمامه شبان من “القوات”، ليبدأ تراشق بالحجارة بين الطرفين، ووقوع اصابات طفيفة. ولجأ مناصرو “القوات” الى قرع الاجراس في زحلة إستنهاضا لأهلها.
وكما أن حملة النائب ميشال ضاهر الانتخابية شهدت عثرات، واجهت ماكينته عثرات ايضا يوم الانتخاب، من الاعتراض على قدومه الى مركز الاقتراع في كفرزبد، ومن ثم خلاف أدى الى تحطيم مكتب إنتخابي له في قب الياس، الى خلافات وشائعات عن خلافات عصفت في الماكينة الانتخابية للائحة.
وحافظت لائحة “الكتلة الشعبية”، كما في حملتها، على حضورها في المنافسة انما من دون اجواء استعراضية، فيما لم يبرز من لوائح التغيير سوى حضور للائحة “زحلة تنتفض” في البلدات حيث لها مرشحون.
في نسبة الاقتراع، ارهق بطء التصويت “اعصاب” اللوائح، وكان في النصف الاول من النهار افضل مسيحيا منه سنياً، ليتحسن التصويت السني في ساعات بعد الظهر المتأخرة. أما الصوت الشيعي، فبدا واضحا أنه كان منتظماً منذ ساعات الظهر. يذكر انه في هذه الدورة الانتخابية لم ينجح المال الانتخابي في أن يفعل فعله كمثل الدورات الماضية بحيث كان يغرِق المراكز بالمقترعين في ساعات ما بعد الظهر.
ملاحظات كثيرة سجلت خلال النهار الانتخابي، وهي قلّة تمرس رؤساء أقلام، تأخر في الاقتراع بسبب ارتباك ناخبين، لاسيما منهم كبار السن امام ورقة اللوائح، خرق للقانون من الماكينات، خصوصا “القوات” و”الحزب” لجهة بث الاناشيد الحزبية قرب مراكز الانتخاب، واخيرا عدم مراعاة ظروف كبار السن واصحاب الحاجات الخاصة، بحيث كانت كل مراكز الاقتراع غير مجهزة لهم، ولا يمكن الوصول اليها الا من خلال السلالم، والكثير من الاقلام كانت في الطبقتين الثانية والثالثة.
المصدر : النهار