كتبت ألين فرح في “أخبار اليوم”:
احتدام المعارك الانتخابية بين الأحزاب والتيارات على أشدّها، ولا يخفي أي طرف دولي وعربي اهتمامه بنتائجها. صحيح أن العودة السعودية الى لبنان أتت بسعي فرنسي ترجم بتوقيع تفاهم انشاء الصندوق الفرنسي – السعودي لدعم الشعب اللبناني، إلا أن حركة السفير السعودي في بيروت وليد بخاري تصب في الحضّ على المشاركة في الانتخابات وعدم المقاطعة، تثبيتاً لتوازنات ما داخلياً تكون جزءاً من المفاوضات الاقليمية.
في السياق، تؤكد مصادر دبلوماسية أن الاهتمام الأوروبي بلبنان تجدد، بعدما كان متراجعاً لصالح الأزمة الأوكرانية والحرب المصيرية التي تحصل داخل أوروبا ضد روسيا.
ففي الوقت الذي تولي فيه دول الاتحاد الأوروبي أولوية لإجراء الانتخابات النيابية اللبنانية، إلا أنها تبدي في الوقت عينه اهتماماً بضرورة توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وبداية تنفيذ الاصلاحات كي يتمّ ضخ مليارات اليورو في الخزينة اللبنانية.
ونظراً الى الاهتمام الأوروبي البالغ بالانتخابات النيابية، سيزور رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي ديفيد مكاليستر لبنان قريباً للوقوف على التحضيرات الجارية والتأكيد على أهمية إجرائها. علماً أن وفد المراقبين الأوروبيين موجود في لبنان وقد عقد اجتماعات عدة، وما زال، مع المسؤولين والقيادات الحزبية، كما زار لبنان ممثل عملية الشرق الاوسط بالاتحاد الاوروبي الى لبنان وكذلك التقى القيادات اللبنانية. حتى أن المصادر الأوروبية أكدت أن ثمة اهتماماً بالملف اللبناني يبديه مكتب مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل. وتشير الى ان ثمة تنسيقاً دبلوماسياً أوروبياً ولبنانياً (يقوم به بعض السفراء اللبنانيين في العواصم الأوروبية) كانت له ترجمة ايجابية، إضافة الى الموقف اللبناني الذي أدان “العدوان ” الروسي على أوكرانيا والذي كان صداه جيداً جداً أوروبياً.
توازياً، تشير مصادر أوروبية الى أن الكلام عن انعقاد مؤتمر خاص بلبنان (سان كلو 2) بعد الانتخابات النيابية لإنجاز تسوية للأزمة اللبنانية، هو مجرد كلام في الوقت الحالي.
وتتوقف المصادر عينها عند الزيارة المرتقبة للبابا فرنسيس الى لبنان في حزيران المقبل، إذ تتوقع أن يحضّ بابا الفاتيكان زعماء الدول على مساعدة لبنان والوقوف الى جانبه كي لا يسقط. عندذاك يمكن الحديث عن مبادرة دولية ما تضطلع فرنسا بدور محوري فيها خصوصاً بعد إعادة انتخاب ايمانويل ماكرون رئيساً وهو الذي يولي الملف اللبناني أهمية خاصة، وتحظى بمباركة فاتيكانية. وذلك خلال الوقت الضائع، أي داخلياً ريثما يتمّ بتّ الاستحقاقات السياسية والاقتصادية (الانتخابات وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد). وخارجياً، اقليمياً ودولياً، الى حين خفض التوترات في المنطقة وإنهاء الأزمات بين الدول الكبرى على وقع التفاهمات والمفاوضات الجارية على أكثر من صعيد. لكن ثمة خشية أن يطول هذا الوقت الضائع، فيغرق لبنان في مستنقع أزماته فيضيع.