أقام “مركز الإمام الخميني الثقافي” في بعلبك، ندوة لمناسبة “يوم القدس العالمي” شارك فيها المعاون التنفيذي للأمين العام لـ “حزب الله” النائب السابق محمد ياغي، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد المتقاعد مصطفى حمدان، ممثل “حركة الجهاد الإسلامي” في لبنان إحسان عطايا، وعضو “رابطة علماء فلسطين” الشيخ إبراهيم أبو شقرا.
حضر اللقاء النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية.
واستهل الندوة الدكتور علي مصطفى، مشيرا إلى “دور إعلان الإمام الخميني الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً للقدس، في استنهاض حركة وعي الأمة، ولتبقى فلسطين والقدس هي البوصلة والقضية المركزية لكل المقاومين والمجاهدين وأحرار العالم”.
واعتبر حمدان أن “للكلام عن القدس من بعلبك نكهة زكية طاهرة لا يفقهها إلا المقاومين الفدائيين الذين انطلقوا من البقاع الراعد إلى الجليل، ليثبتوا دائما وابدا أن القدس هي المحور والمركز، هي البداية والانتصار النهائي، والقضاء والقدر، والقدس الحرة العربية هي المركزية لكل فلسطين من جليلها الى نقبها، ومن بحرها الى نهرها”.
وقال: “إذا كان جمال عبد الناصر قد توقف في الفلوجة بعد مؤامرة السلاح المعطل، فإنه وضع القدس أمامه أملا، وكانت وصيته بتحرير ها، والإمام الخميني جعل تحرير القدس هدفا اساسيا للثوره الاسلامية في إيران، واعلن يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان، ونحن نقول للرجعيين والخونة والمضللين لن ننسى القدس، وسنقاتل بكل ما أوتينا من قوة لتحريرها من رجس الاحتلال”.
وختم حمدان: “نتوجه إلى أبناء فلسطين، وإلى كل القوى المجاهدة والمقاومة، بالرجاء والإصرار ان يلتحموا جبهة واحدة مجاهدة مناضلة ومنظمة لتحرير كل فلسطين، وأن يكونوا حريصين على عدم التفريط بحبة تراب من أرضنا المقدسة”.
بدوره، قال عطايا: “من أجل القدس نجتمع اليوم في هذا اللقاء الطيب في بعلبك، قلعة المقاومة وخزانها، لنرسل أعطر التحايا وأزكاها إلى اولئك المناضلين في المسجد الأقصى، وفي مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في القدس، وإلى المقاومين في الضفة، في أراضي 48، في غزة، وفي أي بقعة من بقاع الأرض، لنؤكد أن يوم القدس وشارة النصر في وحدة الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة”.
وأضاف: “إن المحررين الستة الذين مكثوا في الحرية أياماً سجلوا صفحة ناصعة في تاريخ الأمة. ورغم إعادة اعتقالهم، فقد عبر لي أحدهم انهم يتابعون كل ما يحصل خارج فلسطين المحتلة، وتصلهم أخباركم، واخبار دعم الشعوب العربية والإسلامية، تصلهم أخبار المطبعين مع العدو والراكعين لإرادة العدو والسائرين في ركبه، كما تصلهم أيضاً أخبار الداعمين للقضية الفلسطينية وللمقاومة والمجاهدين في الجمهورية الإسلامية”.
ورأى أن “انجازات معركة سيف القدس التي تحققت منذ ما يقارب السنة، هي ذاتها تتحقق في العمليات البطولية التي بدأت من عملية نفق الحرية استنهضت الوعي الفلسطيني والعربي، ويشهر في أيامنا هذه سيف القدس مجدداً بوجه العدو الذي يتجنب مواجهة عسكرية سيكون بالتأكيد هو الخاسر فيها، ويعيش العدو حالة من الرعب، لذا يسارع إلى الوسطاء لإنقاذه بوقف الرصاص والصواريخ والقذائف التي وصلت إلى عمق كيانه”.
واردف: “احتفلت اكثر من 90 دولة بيوم القدس الذي أعلنه الإمام الخميني، فخرجت المظاهرات من أجل توجيه البوصلة نحو القدس لتعي هذه الأمة مسؤوليتها، وجسدت إيران بالفعل قوة واقتدار المقاومة التي مدتها بكل ما يلزمها. وهنا لا بد من أن نذكر القائد الكبير اللواء قاسم سليماني الذي استشهد على طريق القدس وفلسطين، وكان نموذجا في الإخلاص والتفاني من أجل القدس وفلسطين”.
بدوره اعتبر ياغي أن “هذا العصر هو عصر أفول حاكمية الظالمين، وانتصار الحق على الباطل، وإن إعلان الإمام الخميني يوم القدس بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران كان له مقدماته المبكرة، فقد أفتى الإمام العام 1964 بوحوب دفع الحقوق الشرعية من زكاة وخمس إلى الفدائيين الفلسطينيين، والتزم قضية فلسطين والقدس بعد انتصار الثورة وإسقاط نظام الشاه، فأوعز إلى اللجان الثورية بأن تحول سفارة إسرائيل في طهران إلى سفارة فلسطين”.
وقال: “إن نهج الإمام الخميني وخطه الثوري أعلن بأن على الشعوب المستضعفة وشعوب الأمة أن تنطلق من مقاومتها الفاعلة والمجدية حتى نصل إلى النصر الأكيد بحول الله وقوته. وخلال أول لقاء لنا مع الإمام الخميني في طهران بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 قال لنا بشكل واضح وصريح عودوا إلى بلدكم وابدأوا بمقاومة إسلامية مسلحة من أجل إخراج هذا العدو من أرضكم، وإني أرى النصر في عيونكم. وبعد 18 سنة من العطاءات والتضحيات وتقديم آلاف الشهداء كان التحرير والنصر في 25 أيار عام 2000”.
وأضاف: “من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة في مناسبة الانتخابات وغيرها هو يعمل بالتأكيد لصالح العدو الصهيوني، لأن هذا السلاح لن يستطيع أحد في العالم أن ينزعه منا، لأننا ماضون بكل عزيمة وتصميم وإرادة من أجل تحرير فلسطين والقدس بحول الله وقوته، ومعنا كل شعوب ودول محور المقاومة، وإننا على موعد مع الدخول إلى الجليل ومنه إلى القدس الشريف. هذا وعد وعهد قطعناه على أنفسنا، لن نغير ولن نبدل تبديلا مهما كانت الضغوطات ومهما بلغت العقوبات، ومهما حوصرنا في لقمة عيشنا، لن نتراجع ولن نستسلم”.
وأشار إلى أن “محاهدا فلسطينيا واحدا أغلق مدينة بكاملها في فلسطين المحتلة، وهنا تتجلى عظمة المقاومة، فكيف إذا بدأت المعركة الكبرى التي حضرنا لها كل التحضيرات بما في ذلك التطور النوعي في الأسلحة براً وبحراً وجوا، وهذا ما يرعب العدو”.
واعتبر ياغي أن “أميركا ليست قدرا، وهناك صور كثيرة لهزائمها، وأدل دليل على ضعفها هو خروجها من أفغانستان وتركها طوابير العملاء على أرض مطار كابول، كما انها أيضا تعلم الدرس الذي تلقته العام 1983 في بيروت، وتعرف ان في أمتنا مئات آلاف الرجال الأقوياء والشجعان الذين يحبون الموت في سبيل الله”.
وختاما تحدث الشيخ أبو شقرا، فقال: “وعدنا الله بأننا سنعود إلى القدس ونصلي في المسجد الأقصى، والله لا يخلف الميعاد”.
وتابع: “شعبنا الفلسطيني تحدى العدو بحجر وسكين، ومنذ انتفاضة الحجارة كان مرعوبا من الطفل الذي يتحدى الدبابة والمدرعة، ووصلت المقاومة إلى الصواريخ التي دكت تل أبيب، ورسمت معركة سيف القدس المعادلة بأن القدس والمسجد الأقصى وجنين خط أحمر”.