قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له في يوم “القدس العالمي”: “نجتمع في هذا اليوم الذي أعلنه سماحة الامام الخميني، لنتحدث عن القدس وقضيتها ومعركتها وعن أفق هذه المعركة ومستقبلها ومسؤولياتنا جميعاً فيها”.
وأضاف، “نوجه التحية في البداية الى عشرات الالاف الذين احتشدوا اليوم في صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى في اخر صلاة من يوم الجمعة في شهر رمضان المبارك، نوجه التحية الى اخواننا الفلسطينيين الذين لم يغادروا المسجد الأقصى منذ اليوم الأول واخص بالذكر المرابطين والمرابطات في المسجد وباحاته الذين واجهوا باجسادهم وقبضاتهم العزلاء وروحهم الشجاعة والأبية كل محاولات المستوطنين لتدنيس المسجد والاعتداء على حرمته”.
وتابع، “نوجه التحية لكل الذين يحييون يوم القدس العالمي تحت عنوا القدس هي المحور، لكل الذين اعصتموا او تظاهروا وأقاموا الندوات تحت هذا العنوان احياء لقضية القدس، للذين تكلموا وأصدروا البيانات واعلنوا المواقف وعبروا عن المناسبة بكل وسائل التعبير المتاحة خصوصاً من خلال الوسائل العصرية والحديثة أيضاً ونخص بالتحية ملايين الصائمين الذين خرجوا في المدن الايرانية والفلسطينية حيث كان لهذين البلدين المجاهدين حضوراً مميزاً”.
وأردف نصرالله، “هذه المناسبة عندما أردا الامام الخميني بعد الثورة الاسلامية ارادها مناسبة لتبقى قضية فلسطين وقضية القدس حية ولذلك هي مناسبة للاضاءة لى هذه القضية وشرعيتها ومظلومية الشعب الفلسطيني فيها عندما تذهب حتى الى عناوين هذا الشعب للاضاءة على الاف الاسرى في السجون وعائلاتهم والقصص التي تحكى عنهم وعن صلاتبتهم والامهم وصمودهم، للحدث عن عائلات الاسرى وهناك عائلات كل افرادها في السجزن، العائلات التي لا تتمكن من رؤية أحبائها وأبنائها لسنوات طويلة”.
وزاد قائلاً، “هذا عنوان انساني ومحزن ويحمل المسؤولية لللجميع، تضحيات هذا الشعب، الشهداء والجرحى والمهدمة بيتوهم والمحاصرة قراهم ومدنهم، العنوان الكبير حصار غزة منذ سنواتتت طويلة أكثر من 15 سنة هذا كله يجب ان يخطاب به الضمير الانساني ويجب ان يخاطب به ضمير كل مسلم وحر في هذا العالم خصوصاً الملسلمين الذين يصومون شهر رمضان ويقفون بين يدي الله سبحانه وتعالى”.
ورأى أن “الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون داخل فسلطين وفي المخيمات في كل دولة المنطقة في الشتات، هي ايضاً للاضاءة على الجهاد والصبر والوعي والبصير والاستعداد العالي للتضحية والأرواح الشامخة والقرارات المتماسكة، رجالاص ونساءً شباناً وشابات”.
وأشار نصرالله الى أن “الهم الأول للامام الخميني في يوم القدس كان كيف تبقى ىالقدس في دائرة الوعي والأمل في امكانية الانتصار والعمل لصنع هذا الانتصار، منذ بداية تأسيس هذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة”.
وأسهب قائلاً، “عملوا من أجل تثبيت وترسيخ وحماية هذا الكيان وتحويله الى المحور والمفتاح في المنطقة والقوة الولىن عملوا على مسارات عديدة منذ اليوم الأول، منها مسار النسيان، يعني أن يجعلوا الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية تنسى، مسالة فلسطين والقدس هي مسألة كل الشعوب العربية والاسلامية وليس مسألة الشعب الفلسطيني فقط، اليوم من خلال أحداث هذه السنة والسنوات الماضية نؤكد ومن خلال احياءات اليوم في كثير من دول العالم ان هذا المسار سقط. مسار النسيان سقط، الرهان على الوقت لينسى الفلسطيني أرضه ومقدساته وينسى العرب والمسلمون تلك الارض المقدسة سقط”.
وأكد نصرالله أن “اليوم فلسطين والقدس في الذاكرة والوجدان والقلب والثقافة والوعي في الحب والعشق والأمل والتطلع الى المستقبل”.
واسترسل قائلاً، “من هذه المسارات هو أن يجعلونا نيأس، مسار التيأييس، ان يشعر الفلسطيني باليأس من استعادة فلسطين واستعادة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وفي نهاية المطاف يقبل هؤلاء ببعض الفتات، وتصبح القدس مدينة مفتوحة أمام العالم، مسار التيأييس من 1948 ايضاً عملوا عليه. المجازر لم تتوقف الى اليوم بحق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وشعوب المنطقة”.
واستكمل، “دعم الكيان الصهيوني ليكون المتطور أمنياً وعسكرياً ولا يجرؤ أحد على مواجهته، حم الدعم الغربي والأميركي لاسرائيل، خروج بعض الدول العربية من المعركة مثل مصر الذي شكل خروجها هزة كبيرة، مسار التطبيع الذي يعمل له منذ سنوات طويلة وتم تفعيله في السنوات الأخيرة، ايضاً من أهدافه التيأييس”.
وزاد، “العرب كانوا يقولون التطبيع بعد الصلح، الان التطبيع قبل الصلح وقبل تأمين الحد الدنى من حقوق الفلسطينيين، نعيش بعالم هدفه التياييس، الصراعات بين الدول العربية والاسلامية، هذه كلها تصب في خدمة مسار التيأييس وهدفه منذ البداية ان يقول للشعب الفلسطيني أفق وأمل ومستقبل ليس لديك ولا احد معك من العالم العربي والاسلامي والكل خذلك وكلهم يقفون بالدور للتطبيع وليس عليك سوى أن تقبل بالفتات، ايضاً هذا المسار سقط وسيسقط في كل يوم، في كل يوم ينفذ فيه شاب او شابط فلسطينية عملية جهادية في فلسطين المحتلة، في كل يوم يرفع فيه الفلسطينيون استعداداتهم، في كل يوم تشرع فيه البنادق”.
ولفت الى أن “هذا المسار عُمل به على شعوب المنطقة، الشعب اللبناني والشعب السوري والشعب الفلسطيني والشعب الاردني والشعوب الاسلامية، لكل الذين يقفون مع المقاومة ويدعمونها سياسياً واعلامياً واجتماعياً، لكل من يقدمون المال والسلاح لحركات المقاومة وكل من يتحملون اعباء دعم المقاومة، تيأييس هؤلاء”.
وقال نصرالله: “نحن نثق بحركات المقاومة وقدراتها على الانتصار ومن هذه المسارات مسار لانهاك والضغوط المتواصلة والمستمرة والحصار خارج فلسطين على كل حركة مقاومة والعقوبات القاسية والشديدة على كل دول وكل شعب مع المقاومة، لوائح الارهاب وفرض الحروب على هذه الدول والشعوب والقوىن الحروب المسلحة واستنزافها كما حصل في سوريا والعراق وكما يحصل اليوم في اليمن، مسار الانهاك”.
وأضاف، “ايضاً مسار الانهاك هذا اليوم لم يستطع أن يحقق هدفه رغم كل الظروف الصعبة والحصار والحروب المفروضة ورغم الظروف الاقتصادية والميعشية الصعبة لم يستطيعوا ان ياتوا من هذه الدول والشعوب لا كلمة ولا التزاماً ولم يروا في وجوهها ضعفاً ولا وهناً، لان كل الهدف من هذا الحصار والحروب ولوائح الارهاب هو التخلي عن القدس وفلسطين وعن حقوقنا ومياهنا وغازنا ويتخلى اللبنانيون عن تضامنهعم مع فلسطين وعن حقوقهم الطبيعية في مياههم الاقليميةن ويتخلى الشعب السوري عن فلسطين والقدس والجولان، ويتخلى شعوب المنطقة عن القدس وفلسطين ولبنان وسوريا”.
وإذ تساءل نصرالله، “لو خرجت ايران وقالت لاميركا نحن سنلغي سفارة فلسطين ونعيدها سفارة لاسرائيل وسنعترف باسرائيل وسنوقف اي شكل من اشكال الدعم للمقاومة هل كانت ايران لتعاني كل هذا الحصار والعقوبات والضغوط والمؤامرات؟” أجاب نصرالله جازماً، ” أكيد لا”.
اوأردف، “ليوم في اليمن لو وقفت قيادة انصار الله خلافاً لما قالت وفعلت وتظاهرت اليوم ومعها الشعب اليمني وقالوا جاهزون أن نعترف باسرائيل ونطبع معها ماذا كان يمكن ان يصير مصير اليمن اليوم؟”
واعتبر نصرالله أن “مسار الانهاك لم يؤد الى نتيجة نحن شعوب نتألم وتتعاني نعم ولا يجوز ان نتنكر لذلك، على المستوى الحياتي والمعيشي والأمني ولكن هذا شق من الجهاد والمقاومة والتضحية في سبيل الله، هذا الصمود هو الذي يبقي البيئة الحاضنة لاستمرار المقاومة التي نعول عليها لتحرير فلسطين والقدس”.
وشدد على أن “كل هذه المسارات اليوم في يوم القدس يمكننا ان نقول انها سقطت، لن ننسى ولن نيأس ولن نسكت أمام الضغوط، مسار التيأيس لا يمكن أن يوصل الى نتيجة، لأن فلسطين والقدس بالنسبة لأمتنا وشعوبها وهذا ما لا يدركه الاميركيون وبعض المتخاذلين في العالم العربي الذين تخلوا حت عن دينهم، القدس جزء من ديننا وكرامتنا وعرضنا وعقيدتنا والامة لا تقبل ان تتخلى لا عن دينها ولا عقيدتها ولا عرضها ولا كرامتها، ولذلك تبقى القضية حية وتبقى الأمة حية”.