كتب مايز عبيد في نداء الوطن
ما زالت مناطق الشمال، لا سيما مدينة طربلس، تحت تأثير فاجعة غرق «زورق الموت» قبل أيام وما خلفته من ضحايا وجرحى ومفقودين، ولا تزال تداعياتها تثير الرأي العام وتلقي بتبعاتها على المشهد الشمالي، في حين لم يعثر بعد على عدد من الضحايا والمفقودين والمسؤوليات ظلت ضائعة.
الأهالي المفجوعون كانوا أعلنوا أن يوم أمس سيكون يوماً للغضب والتحرّك الشامل في أكثر من نقطة في طرابلس، لمطالبة الدولة بإنقاذ أبنائهم والمسارعة في الكشف عن مصيرهم، بعد أيام من غرق الزورق الذي كان يقلّهم من شواطئ طرابلس إلى أوروبا. وعليه، أقفلوا صباح امس طريق «البالما» باتجاه بيروت، ونفّذوا وقفات إحتجاجية في عدة أماكن لا سيما أمام مرفأ طرابلس الدولي، في سياق «يوم الغضب»، احتجاجاً على «تقاعس الدولة اللبنانية وأجهزتها كافة عن القيام بواجبها لإنقاذ الغرقى أو الكشف عن مصير المفقودين».
وسجّل الجيش اللبناني انشاراً واسعاً في النقاط التي تواجد فيها أهالي ضحايا زورق الموت، وأمام مرفأ طرابلس وبعدما تجمهر الأهالي وقطعوا الطريق انضمّ إلى حراكهم الشيخ سالم الرافعي، بعدما اعلنوا رفضهم حضور أي رجل دين أو سياسي لمشاركتهم في حراكهم.
وفي كلمته، شدد الرافعي على «أحقية مطالب الأهالي المفجوعين المنسيين من دولتهم وأن طرابلس مدينة متروكة وأهلها متروكون بلا دولة ولا عناية ولا اهتمام، وهذا ما أوصل الناس إلى هذا الوضع الكارثي حيث باتت فيه تهاجر في البحر هرباً من الواقع السيئ الذي تعيشه».
ووجّه الشيخ الرافعي رسالة للمؤسسة العسكرية قائلاً: «كل الناجين وهم أكثر من 30 ناجياً يؤكدون أن هناك ضابطاً تواطأ وأعطى الأوامر بإغراق المركب، ولا يمكن أن تتفق شهادة 30 ناجياً أو أكثر ويكون هناك تلاعب. ومع ذلك نحن لا نستبق التحقيق بل نطالب بتحقيق شفاف ولا يضير ذلك المؤسسة العسكرية أبداً أن تحاسب أي متواطئ وهذا لا ينقص من هيبتها شيئاً». ومن الرافعي أيضاً رسالة إلى السياسيين «إذا لم تكونوا أهلاً لفتح هذا البلد ومرافقه أمام هذه الناس التي تهاجر بالبحار، فارحلوا واتركوا هذا البلد للناس لكي تعيش فيه بكرامة».
وبموازاة تحرك الأهالي، واصل عناصر الدفاع المدني البحث عن المفقودين وانطلقت عمليات البحث الميداني الشامل براً وبحراً من رأس بيروت وصولاً إلى العبدة في عكار في محاولة للعثور على أي منهم.