كتبت كلير شكر في “نداء الوطن”:
حسبها رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل جيّداً، قبل أن يحسم قرار ترشّحه عن أحد المقعدين المارونيين بقضاء البترون في دائرة الشمال الثالثة. بنفسه اعترف في أحاديث صحافية أنّه درس الأمر جيداً لأنّ المعركة ليست سهلة أو بسيطة. وحين جدّد تفاهمه مع «حزب الله»، على قاعدة الربح والخسارة الانتخابيين، بعد جولات من «النكد» والتحذير من تمزيق ورقة التفاهم، وضمن أنّه سيكون مدعوماً بالمزيد من الأصوات التفضيلية، عاد إلى الحلبة، وهي التي توصف بأنّها «حلبة الرؤساء»، بعد التشمير عن ساعديه.
طبعاً، هو حاول خلال الأشهر الأخيرة كسر الجليد مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وقد اشتغل «حزب الله» على خطّ العلاقة الثنائية من باب تقليل الخسائر والتخفيف من التشنّج بين الحليفين. ولمّا أعلِنت اللوائح، وسقطت محاولة توحيدها، كان اللقاء بضيافة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، ليس من باب التفاهم الانتخابي بين الرجلين، وإنما من باب التنسيق الممكن والحدّ من المعارك المجانية لكي لا يستفيد منها الخصوم.
يقول أحد المعنيين بهذه الدائرة، إنّ احتمال سقوط جبران باسيل، أو بالأحرى عدم ضمان حصول لائحته على حاصل أوّل، ومن ثمّ احتلاله المركز الأول أو الثاني في عدد الأصوات التفضيلية، بات صعباً جداً. لقد تخطّى هذا الحاجز بعد وقوف الحزب «السوري القومي» إلى جانبه بفعل التفاهم الانتخابي، ولو أن غالبية أصوات القوميين تصبّ لمصلحة سليم سعادة، أقلّه في الكورة. وصارت عين اللائحة على الكسور الأعلى… مع العلم أنّ الرجل كان يترك أكثر من احتمال – احتياطي للائحته خصوصاً في مقعديها البترونيين بدليل تقدّم نعمة ابراهيم بطلب ترشّحه، وهو الذي خاض الانتخابات في الدورة الماضية إلى جانب باسيل عن قضاء البترون.
في المقابل، يضمن «تيار المردة» حصوله على ثلاثة حواصل خصوصاً بعد انضمام وليم طوق إلى اللائحة، وبات التحالف يفكّر بالحاصل الرابع إذا ما تمكّن من تحصيل الكسر الأعلى، أسوة «بالقوات» التي تضع ثلاثة حواصل في جيبها وتسعى إلى ضمّ الرابع. أما تفاهم ميشال معوض- «الكتائب»- مجد حرب، فلا يزال عند عتبة الحاصل وبعض الكسور. هنا، ترتبط النتائج بما ستحققه لائحة «شمالنا» التي تتكل على الرياح لتغيير مجرى صناديق الاقتراع فتحجز لها مكاناً في الحواصل الانتخابية، خصوصاً إذا نجحت في تشجيع غير المقيمين على التصويت لمصلحتها، حيث يقول المعنيون إنّ هذه اللائحة تراهن بشكل خاص على الأصوات الآتية من خلف البحار لمساعدتها على تأمين الحاصل، وبالتالي إذا ارتفعت نسبة مشاركة هؤلاء، فإنّ ذلك سيعطيها مزيداً من الفرص لكسر «التابو».
وفق المعنيين، فإنه في حال كسرت لائحة «شمالنا» التقديرات السائدة، ونجحت في خطف أحد المقاعد، فسيكون ذلك نتيجة أصوات معارضة بشكل عام، ما يعني سحبها من درب لائحة معوض- «الكتائب»- حرب أو لائحة «القوات»، والأرجح أنّ ذلك سيؤثر على الكسر الذي يسعى ميشال معوض إلى رفع منسوبه. ولكن في حال لم تتمكن «شمالنا» من تحقيق هذا الهدف، فهذا سيعني انخفاض الحاصل الانتخابي وسيصبّ ذلك في مصلحة اللوائح الأربع الأساسية.
في الواقع، تخوض معركة دائرة الشمال الثالثة سبع لوائح، لكن التقديرات الأولية تشي بأنّ معظم مقاعد الدائرة باتت معروفة النتائج، ولا حاجة لانتظار يوم 15 أيار لإدراك من سيستعيد أو من سيحمل اللوحة الزرقاء. ولهذا، يتردد أنّ مقعدي الكورة الأرثوذكسيين هما أكثر المقاعد إحاطة بالغموض في نتائجهما، لا بل تدار المعركة في الدائرة ككل، على هذين المقعدين بشكل أساسي. ومنعاً لأي اختراقات غير محسوبة، خصوصاً بعد دخول وليم طوق على خطّ المعركة من خلال التفاهم مع «المردة»، تحاول «القوات» تحصين صفّها لا سيما في قضاء بشري من خلال العمل على توزيع الأصوات على نحو دقيق لضمان النتائج، حيث يتمّ توزيع هذه الأصوات على قاعدة البلدات والقرى.
على صعيد مكوّنات اللوائح، تضمّ لائحة «رح نبقى هون» كلاً من جبران باسيل، وليد حرب، جورج عطالله، وليد العازار، غسان كرم، طوني متى وبيار رفول. وتضمّ لائحة «شمال المواجهة» كلاً من مجد حرب، جويل الحويك، إميل فياض، أديب عبد المسيح، بريجيت خير، رشيد رحمة، طوني المارديني، ميشال معوض وجواد بولس. وتضمّ لائحة «شمالنا» كلّاً من ربيع الشاعر، ليال بو موسى، فدوى ناصيف، جهاد فرح، سمعان البشواتي، قزحيا ساسين، رياض طوق، شادي الضعيف، ميشال الدويهي، وجيستال سمعان. وتضمّ لائحة «نغيّر» كلاً من جان خير الله، أنيس نعمة، زانه النبتبي، باسم صنيج، ميري مطر، مارون محفوض. وتضمّ لائحة «وحدة الشمال» كلّاً من جوزف نجم، فادي غصن، سليم سعادة، ملحم طوق، روي عيسى الخوري، كارول دحدح، طوني فرنجية، واسطفان الدويهي. وتضمّ لائحة «نبض الجمهورية القوية» كلاً من غياث يزبك، ليال نعمة، فادي كرم، سامي ريحانا، رامي سلوم، ستريدا طوق، جوزاف اسحق، ماغي طوبيا، فؤاد بولس، ومخايل الدويهي. وتضمّ لائحة «وعّي صوتك» كلّاً من ميرنا حنا، موسى لوقا، بسام غنطوس، جورج بطرس، وانطوان يمّين.