قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح: “ألف مرشح أو يزيد، تقدموا بأوراقهم الى هيئة الإشراف على الانتخابات، وهذا أمر يستحق ان نتوقف عنده، ذلك ان كثيرا من هؤلاء لا يدركون أهمية ما يقدمون عليه، وان وراءهم من يدفعهم الى ذلك لزيادة البلبلة التي يعيشها لبنان”.
أضاف: “هناك أبناء عائلات تقدموا بترشيحهم لتمثيل أهل السنة، ومنهم من يحمل أعلى الشهادات، ويحتل أعلى المناصب. القضية ليست قضية شهادات أو عائلات، بل هي مسؤولية كبرى يراهن عليها الوطن كله لإخراج البلاد مما تتخبط به، خاصة ان هناك من يحمل هوية غير لبنانية ويخوض المعركة بأسلحة مختلفة، ويريد ان يضع يده على البرلمان اللبناني ويصادر قراره الوطني. هناك مسؤولية كبرى يحملها المرشحون في هذا الظرف السيىء بالذات، وتحتاج الى رجال أقوياء بإيمانهم وأخلاقهم وثقافتهم، ويستطيعون ان يحملوا مسؤولية المواجهة لمن يحتلون البلد لصالح دولة خارجية لا تمت الى لبنان بصلة. انه التعصب المذهبي، الذي دفع فريقا من اللبنانيين لكي يبيعوا أنفسهم لأعداء الأمة العربية والإسلامية، في ظل شعارات مذهبية”.
وتابع: “دخلت مرة الى منزل مسؤول كبير، ووجدته يضع على الحائط لوحة جميلة لآية عظيمة هي قول الله تعالى *إن عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان* إنه كان ظلوما جهولا* سألت الرجل هل أنت تؤمن بمضمون هذه الآية فسكت، قلت له انها الأمانة هنا هي المسؤولية أمام الله والوطن والمجتمع. فهل يستطيع المرشحون ان يحملوا هذه المسؤولية في الوقت الذي تمر فيه البلاد بأخطر مرحلة، ووجود أناس خانوا الأمانة وباعوا دينهم ودنياهم وأوصلوا البلاد الى ما وصلت اليه من ذل وإفلاس وجوع وفقر؟”.
وقال: “أيها المرشحون الكرام، وخاصة في بيروت، ان الطائفة الإسلامية السنية تحملكم مسؤولية كبرى في مواجهة هؤلاء الشياطين الذين ابتليت بهم الأمة، اذا كنتم رجالا وشجعانا وعلى استعداد للمواجهة الكبرى فأقدموا وإلا فاعتذروا من الآن. لبنان كله يراهن على هذه الانتخابات، ومن لا يستطيع المواجهة فلينسحب، وعلى الضعفاء ألا يبيعوا وطنهم لهذا الجانب أو ذاك وان يواجهوا من باعوا الوطن بقوة”.
أضاف: “إنها معركة وجود، معركة الحفاظ على الكيان اللبناني وانقاذه من السلاح والاحتلال الغاصب، واللعب على الساحة اللبنانية تحت شعارات مذهبية أكل الدهر عليها وشرب، واستيقظت الآن لتحمل مشروع الفتنة التي تأكل الأخضر واليابس. نريد رجالا أقوياء أشداء، قبل الشهادات والعائلات وقبل الاختصاصات المختلفة. انه الوطن، لبنان يراهن على وطنيتكم وعلى ضمائركم ان تكونوا معه وله فقط دون غيره من الأوطان”.
وختم: “من ينجح ويثبت وجوده في محاربة المذهبية العمياء والطائفية، فإن التاريخ سيذكر له ذلك، وهذا ما نراهن عليه، أنقذوه من ايران واصحابها، هذا هو الجهاد الأكبر”.