أعلن الوزير السابق خالد قباني، الثالثة بعد ظهر اليوم، اللائحة التي يترأسها باسم “بيروت تواجه”، من فندق الريفييرا، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة وحشد من عائلات بيروت.
بعد النشيد الوطني وكلمة للاعلامية ريمان ضو، ألقى قباني كلمة قال فيها: “ترشحنا لبيروت، من أجل بيروت، ولتمثيل عائلات وجمعيات بيروت، وسنعمل جميعا للبنان، لكل لبنان، وللبنانيين، كل اللبنانيين”.
وأضاف، “نحن اللبنانيين نعيش اليوم في خضم أزمة وطنية طاحنة وماحقة تعتبر الأخطر في تاريخ لبنان. نعيشها جميعا، صغارا وكبارا، أفرادا وعائلات. نعيشها في كل أمر من أمور حياتنا، في أكلنا وشربنا وخبزنا، وفي دوائنا واستشفائنا، في مدارسنا وجامعاتنا، في كهربائنا ومواصلاتنا، وفي كل ما من شأنه تأمين الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة. ونتساءل جميعا: ما الذي أوصلنا إلى هذا التردي؟ وكيف الخروج منه لننهض من جديد؟”.
وتابع، “الدولة في لبنان، منذ قيامها، عانت ولا تزال من أمراض تشابكت وتفاقمت وأوشكت أن تكون مستعصية: الطائفية، الفساد السياسي، المحسوبية، المصالح الشخصية والحزبية، والاستعصاء المزمن على الإصلاح، وهي قد وصلت في مفاعيلها ومضاعفاتها إلى ما وصلت إليه في السنوات الأخيرة، إلى حد إنهاك وتفكيك الدولة اللبنانية، واستتباعها لصالح الأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشوية، وخصوصا مع بروز قوى ميليشيوية مستقوية بسلاح غير شرعي، ومرتبطة بمشاريع خارجية قايضت مصالح الدولة والناس لصالح مشاريعها، كما واستتبعت قوى لبنانية أخرى بمقايضات فجة، على قاعدة تتلخص بعبارة: أصادر قرار لبنان السياسي والسيادي، وأترك لكم فتاتا من المناصب والمكاسب والثروات”.
وأردف: “هذه المقايضة أدت إلى استتباع الدولة بإداراتها ومؤسساتها وأجهزتها وإلى تضييع هيبتها، وفاقمت عمليات التعطيل والإهدار الممنهج للفرص العديدة التي أتيحت للبنان، وأسهمت بالتالي في أن تتحول مشاريع وخطط النهوض في قطاعات الطاقة والكهرباء والماء والصحة والتعليم ومستوى المعيشة إلى مزاريب للمحسوبيات والنهب المنظم، وتم السكوت عن وضع اليد على مصادر تمويل الخزينة العامة، في المرافئ والمعابر الشرعية وغير الشرعية، وعن تبديد إمكانات البلد المالية على مشاريع وهمية وغيرها الكثير الكثير، والتي شكلت كلها عناصر دفعت بلبنان نحو الانهيار الذي أصبح في خضمه”.
وسأل: “كيف نخرج من المأزق الوطني الخطير الذي أصبحنا فيه؟ كيف نحول دون استكمال سيطرة الدويلة على ما تبقى من الدولة؟”، وقال: “إنهم يعلنون اليوم على لسان قادتهم أنهم يريدون الحصول على أكثرية مجلس النواب مع حلفائهم، والاستمرار في استباحة بيروت، وتحويل بيروت وأهلها – بل أهل الوطن جميعا – إلى أرض سائبة. وهم في الحقيقة يطمحون إلى الحصول على هذه الأكثرية، ليتمكنوا من تعديل الدستور والمساس بعروبة لبنان وتشريع السلاح غير الشرعي، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية تابع لإرادتهم. إن مواجهة هذا المشروع والبدء بالخروج من الأزمة الحالية الخانقة وحال الضيق الشديد التي يعاني منها اللبنانيون تكون انطلاقا من مجلس النواب باعتباره السلطة التشريعية وأم السلطات ومفتاح كل إصلاح ونهوض”.
وقال: “نحن نؤمن بأن مشاركة كل واحد منا في الاقتراع والانتخاب هو حق وواجب، فحق المواطن في المشاركة باختيار ممثليه حاملي أوجاعه وطموحاته، وهو في الوقت ذاته واجب وطني لما يمثل المجلس النيابي من دور ومكانة في هيكلية الدولة وفي كونه أم المؤسسات. من هنا، قررنا خوض هذا المعترك بلائحة مدركة لمخاطر هذه المرحلة، كما هي مدركة لطرق الخلاص الوطني من تلك المخاطر”.
وتابع، “من بيروت، عاصمة الوطن وعاصمة العروبة، وحاضنة كل اللبنانيين، بيروت المقهورة كما كل لبنان، بيروت التي تعاني من التسلط والهيمنة والجبروت، وتواجه الظلم والقهر والتهميش، وتعاني من تضييع جنى عمر المودعين اللبنانيين، بيروت الصامدة والمتمسكة بالدولة الواحدة، من بيروت وباسمها، نعلن لائحة: بيروت… تواجه”. إنها بيروت، تواجه هذا الواقع المرير من دون تمويه، وهي تواجه من أجل أهل بيروت، ومن أجل كل لبنان، وهي تريد استرجاع سلطة الدولة وحضورها وسيادتها، الدولة القادرة والعادلة، دولة القانون والمؤسسات الوطنية، والحامية للبنان ولكل اللبنانيين، الدولة التي تعيد للناس أمنهم، وتؤمن لهم العيش الكريم”.
وإستكمل: “بيروت تواجه غياب الدولة وتفشي الدويلة داخل الدولة، الدويلة التي لا يهمها سوى مشروعها الإقليمي، ولو على حساب كرامة الناس وعيشهم ومستقبلهم. بيروت… تواجه، لتحمي الدستور وتؤكد تمسكها الكامل به وباتفاق الطائف اللذينِ أجمع عليهما اللبنانيون كخشبة خلاص. بيروت.. تواجه الدويلة وتؤكد أنه لا يمكن إعادة بناء الدولة، بما يتعارض مع أحكام الدستور، ويخالف إرادة اللبنانيين في عيشهم المشترك. بيروت.. تواجه من حول القضاء إلى إقطاعات ملحقة بالقوى السياسية، وتؤكد أن لا انتظام لنظام سياسي من دون قضاء حر ومستقل ونزيه وعادل لا يميز بين اللبنانيين”.
وقال: “بيروت.. الحريصة على الإرث الوطني والإعماري والإنساني الكبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والرافضة للمحاولات المستمرة لتشويه هذا الإرث والافتئات عليه، وهي ستظل أمينة ومحافظة على هذا الإرث. كما أنها ستظل تواجه وتطالب بتسليم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتطالب بتطبيق العدالة الكاملة في كل قضايا الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن سيادة واستقلال وحرية لبنان واللبنانيين، والذين كان آخرهم أولئك الشهداء الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت. بيروت.. بيروت تواجه مخطط تدمير مصالح لبنان العربية، وتؤكد تمسكها بعروبتها، وحرصها على مصالح لبنان العربية، وتؤكد تمسكها بعلاقات لبنان الوثيقة مع أشقائه العرب، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية راعية اتفاق الطائف، ومع كل دول الخليج العربي، ومع الشقيقة الكبرى مصر، وهي العلاقات التي تقع في أساس عملية استعادة واستدامة النهوض الاقتصادي للبنان”.
وزاد: “بيروت.. تواجه من يرفض تطبيق قرارات الشرعيتين العربية والدولية، وتؤكد تمسكها بها، وخصوصا القرارات 1559 و1680 و1701. اليوم كلنا مسؤول في مواجهة هذه التحديات عبر المشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات والادلاء بصوته لصالح من يدافع عن سيادة لبنان واستقلاله وحرياته. ويبقى التحدي الأكبر، أن نستعيد دورا حضاريا جامعا لبيروت عاصمة لبنان، ومركزا مشعا بالأمل والحيوية وفرص العمل الجديدة للشباب لتمكينهم من المشاركة في صنع المستقبل الوطني والاقتصادي والثقافي والحضاري الزاهر للبنانيين، ولتبقى بيروت ملتقى العيش المشترك، ومدينة النهوض والتألق والازدهار والبحبوحة والتقدم ولؤلؤة العواصم العربية”.
وتابع: “بيروت القرار، بيروت الجامعة لكل السلطات، لمصدر السلطات برلمانها، لعصب السلطات حكومتها، لميزان السلطات قضاؤها، بيروت العاصمة التي لا تغمض لها عين، العاصمة التي لا تطيق الظلمة ولا الظلم ولا الظلامية، بيروت العروبة، بيروت كل لبنان وكل لبناني، بيروت الحضارة والرقي والتقاليد الراسخة، بيروت العلم والقيم والأخلاق، بيروت الفكر والتضامن والعيش المشترك، بيروت الاعتدال والانفتاح والتواصل والحرية، وقرار بيروت لبنان الواحد، ووحدة الأرض والشعب والمؤسسات. قرار بيروت الولاء، الولاء للدولة، قرار بيروت، الانتماء، الانتماء العربي الحضاري الأصيل، المتحرر من العصبية والانعزال والتقوقع، قرار بيروت الإنماء، الإنماء المتوازن، حيث لا فوقية ولا طبقية، حيث العدالة تعم، حيث المساواة تسود، حيث الحق يعلو، حيث لا اقليمية ولا مناطقية، حيث الوطنية تجمع، حيث علم لبنان يخفق فوق كل الساحات”.
وختم قباني، بالقول: “نتوجه إلى أهالي بيروت المقيمين والمغتربين، وكلنا أمل في أن يدعموا لائحتنا لنسير معا في طريق خلاص ونهوض بيروت ولبنان. لائحة بيروت تواجه المنبثقة من عمق عائلات بيروت والمؤلفة من خيرة نخبة نسائها ورجالها، وهم كما سيجري تقديمهم:
خالد قباني، بشير عيتاني، ماجد دمشقية، زينة المصري، لينا عمر التنير، عبد الرحمن المبشر، أحمد عياش، فيصل عفيف الصايغ، ميشال فلاح، وجورج حداد”.