وقّع “التيار الوطني الحر”، ممثلا بنائبة الرئيس للشؤون السياسية مي خريش، مذكرة تفاهم مع حزب “روسيا الموحدة “United Russia ممثلا بالسيناتور رئيس العلاقات الدولية في الحزب اندره كليموف، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في “التيار” بشير حداد وفاليريا غغوروخوفا.
فما هي أبعاد هذه الخطوة والفائدة المرجّوة؟
مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد يقول لـ”المركزية”: “قد يكون هذا الاتفاق من أهم الاتفاقات التي وقّعها “التيار” مع حزب خارج الجمهورية اللبنانية. فـ”روسيا الموحدة” هو حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يُعتبر الرئيس الفعلي للحزب. كما أنه يملك الاكثرية الحاكمة في روسيا ويتمتع بأكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب الروسي”.
ويشير أبو زيد إلى أن “الاتفاق هو إطار تعاون سياسي وتبادل خبرات وأفكار في المجالات كافة وزيارات لوفود حزبية وبرلمانية مشتركة. ما حصل مقدمة لتعاون أكبر مع روسيا كدولة يمثلها هذا الحزب خاصة وأنه أحد الاحزاب البارزة فيها، والسبب المهم الآخر هو ان روسيا تعتبر من الدول الفاعلة ليس فقط في العالم إنما أيضاً في منطقة الشرق الاوسط والمحيط الاقليمي. لذلك، من الضروري ان تكون للاحزاب الاساسية في لبنان، كالتيار الوطني الحر، علاقة مباشرة معها”.
ويعتبر أبو زيد أن “الاتفاق تتويج لعلاقة ليست بجديدة قائمة مع روسيا، لكن اليوم تطورت وانتقلت نحو الصعيد المؤسساتي بين حزب روسيا الواحدة والتيار الوطني الحر، كي لا تبقى علاقة شخصية، بغية خلق جو من الاستمرارية والتعاون الجدي للمستقبل، خاصة في كل ما يصب في مصلحة مستقبل لبنان، إذ من شأن هذا التعاون بين الحزبين ان يكون له دور فاعل في هذا المجال. طبعاً مع الإحترام المتبادل للقوانين المحلية وسيادة الاحزاب الموقعة وخصوصيتها”.
وهل من لقاءات قريبة؟ يجيب أبو زيد: “كان من المفترض أن يحصل التوقيع منذ فترة طويلة، لكن موضوع الكوفيد 19 أخّره، إضافة إلى الانتخابات البرلمانية في روسيا. أما الخطوة التالية بعد التوقيع، فستكون انكباب الطرفين على وضع اجندة مشتركة تضم لقاءات سواء في لبنان او في موسكو. ومن المتوقع أن يكون هناك لقاء في الفترة القريبة القادمة”.
وما الذي يمكن أن يقدّمه حزب “روسيا الموحدة” من إضافات لـ”التيار”؟ يقول: “أولاً الخبرة، خاصة وأننا نتحدث عن دولة كبيرة كروسيا، والحزب لديه خبرة شاملة وكاملة وامكانية للتعاون، ومن الضروري ان نفهم العقل الروسي أكثر وطبيعة عمله وتفكيره واهدافه السياسية وما هي مجالات التعاون الممكنة بين الحزبين، لأن هذا الامر يصب في نهاية المطاف في مصلحة تطور العلاقة وتطور الشعبين انطلاقا من حزبين أساسيين الاول في روسيا والثاني في لبنان”.
المصدر: المركزية