كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
وضع النائب سليم عون نفسه في شرنقة ضيقة، بعد إمعانه في إبعاد أي مرشح كاثوليكي عن لائحة تحالف تياره مع «حزب الله» في دائرة زحلة والبقاع الأوسط فوقع بين سندان أن يكون رقماً ثالثاً ورابعاً على اللائحة وبين مطرقة أن تكون اللائحة من دون رأس كاثوليكي، على عكس ما فعل حزب «القوات اللبنانية» بترشيح النائب جورج عقيص، ليبقى عون رقم (2) على لائحة «حزب الله» بعد مرشح الحزب رامي أبو حمدان.
هذه الآلية في التعاطي انعكست سلباً في ما بين المرشحين أنفسهم على لائحة تحالف الأحزاب وخلقت بينهم حالة غير منسجمة ما يعيق حركتهم في بيئتهم الشعبية والغرف من صحون بعضهم بعضاً، عدا عن نية البعض في مغادرة اللائحة ما لم يغيّر عون طريقة تعامله وتعاطيه مع المرشحين بطريقة استعلائية تدور حول مصلحته الشخصية وفوزه دون الآخرين ما يقلل من حظوظ فوز اللائحة بأكثر من حاصلين لعدم قدرة أي مرشح على استقطاب أصوات من خارج بيئة «الممانعة»، خلافاً لما يحاول الحزب إشاعته أنه قادر على حصد ثلاثة حواصل وربما يصل إلى أربعة.
فكان قرار رئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف الحاسم بعدم التحالف مع «الحزب» و»التيار الوطني الحر»، وتوجّهها لتشكيل لائحة مكتملة، بمثابة قارورة أوكسيجين لسليم عون بعدما وصل في تركيب لائحة «الحزب» إلى مرحلة عدم القبول بأي اسم كاثوليكي يتولّى رئاسة اللائحة وهي حالة أشبه بمن يطلق على نفسه رصاصة الرحمة، ويجعل النائبين جورج عقيص (قوات) وميشال ضاهر (مستقل) فائزين عن المقعدين الكاثوليكيين بالتزكية. وهذا بحسب مقربين من «التيار الوطني الحر» أن قرار سكاف بخوض المعركة أعطى سليم عون جرعة أمل باعتباره أن حزب «القوات» في هذه الحالة لا يخاطر بمقعد عقيص، والمقعد الأرثوذكسي مقابل رفد مرشحه الحزبي ميشال التنوري بخمسة آلاف صوت.
وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر «قواتية» لـ»نداء الوطن» أن القوات تخوض معركتها بجميع المقاعد، والمقعد الماروني لا يختلف عن الكاثوليكي ولا الأرثوذكسي، «سنفاجئ الجميع بعدد الأصوات والحواصل».
وفي سياق ترويج «الحزب» لقدراته الانتخابية الخارقة، أكدت مصادر رفيعة لـ»نداء الوطن» أن اجتماعاً موسعاً حصل في السفارة السورية في اليرزة بحضور السفير السوري علي عبد الكريم علي ومسؤول العلاقات مع الأحزاب في «حزب الله» الحاج محمود قماطي، وقياديي أحزاب 8 آذار من البقاع الشمالي والأوسط والغربي، بهدف تنسيق المواقف وتذليل الإشكاليات الانتخابية المناطقية في ما بينهم، والتركيز على كيفية «تفريخ» لوائح لتخفيض الحاصل الثاني، وتمّ بحسب المصادر الحديث عن خطة لرفع الحواصل الانتخابية من خلال تكليف أشخاص للدفع بمرشحين لتشكيل لوائح جميعها تغرف من الصحن المغاير لفريق 8 آذار، وتحديداً التعويل على تشتيت الصوت السني.
وكشفت المصادر أن أحد الأشخاص المكلفين ظهر خلال هذه الفترة الانتخابية في الساحة البقاعية وتحديداً السنية، مخاطباً بعض الأشخاص لحثّهم على الترشّح وفق وعود أن المشروع السياسي والانتخابي مموّل من قبل إحدى الشخصيات اللبنانية، فكان هدفه حثّ المرشحين لسببين: الأول من أجل انقضاضه على مبلغ كبير من المال حوّله متموّل كبير من الخارج من أجل دعم قوى التغيير، والسبب الثاني إرضاء لـ»حزب الله» عبر قناة قيادي بارز فيه.
من هنا يراهن «حزب الله» في الأوسط على نيل 4 حواصل ليس من خلال رفع نسبة التصويت له، إنما من خلال رفع عدد اللوائح غير المجدية، باعتباره أنه بتعدد اللوائح تصبح سكاف وضاهر غير قادرين على تأمين الحاصل الأول للائحتيهما والذي يقدّر بـ12500 صوت بحدّه الأقصى فيما يحصل تحالف الأحزاب على أربعة مقاعد بحسب حسابات حقل «الحزب»، أما البيدر للمواطن وخياراته.
وقطعاً لهذه الخطة استدرك مرشحون سُنة خطورة تشكيل لوائح لا تحصل على الحاصل وبدأوا الانسحاب لصالح وحدة الصف السني، والاكتفاء بالمرشحين في اللوائح الأساسية.
وعلى هذا الأساس انسحب كلّ من المهندسين رمزي الشحيمي ومحمد علي ميتا، ويتم الحديث عن نية كلّ من الدكتور سليمان معدراني والدكتور خالد عبد الفتاح والشيخ وليد اللويس بالانسحاب والعزوف عن استكمال المعركة الانتخابية لمنع اصطياد «حزب الله» في التشرذم السني.