خطاب ‎باسيل يؤشّر إلى استمرار النهج ذاته!

كتبت “المركزية”:

تجاهل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمته المطولة امس خلال احتفال اطلاق اسماء مرشحي فريقه السياسي الى الانتخابات النيابية، حقيقة انه موجود في الحكم منذ 6 سنوات على الاقل ومنذ العام 2006 على الاكثر، وان لديه اليوم رئيسا للجمهورية في قصر بعبدا واكثرية في مجلسي النواب والوزراء… وتحدث الى الرأي العام وكأنه فريق أبصر النور الآن ويطرح عليهم مشروعا انقاذيا سيطبّقه إن أعطاه الشعب اللبناني ثقته وأوصله الى سدة المسؤولية!

هكذا تقرأ مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” خطاب باسيل الاحد. ففي رأيها، الاخير نسي “تفصيلا صغيرا” الا وهو انه يمسك بمقاليد الحكم في البلاد وبأرفع المناصب السياسية والامنية والوزارية والخدماتية والدبلوماسية والاقتصادية والمصرفية، في لبنان، وراح يقول للبنانيين انه سيأتيهم بالكهرباء والمياه والدولة القوية وبالانماء والازدهار وبالاصلاح والاموال المنهوبة، في حال فوزه في الانتخابات، بينما كانت ابرز هذه الملفات الحياتية في عهدة وزرائه وقد فشلوا في ادارتها فشلا ذريعا. قد يقول الفريق البرتقالي ان “النكد السياسي” (الذي انتقده باسيل السبت) ومجموعة “الحرباية” التي اعتمدها باسيل لتوصيف خصومه امس، حالا دون انجازه الانجازات، الا ان باسيل بنفسه وفي الخطاب ذاته امس، أعلن ان “لا احد يشبهنا في لبنان ونحن لا نشبه أحدا.. لكن ماذا نفعل؟ هل نبقى وحدنا؟” وذلك في معرض تبريره تحالفاته الانتخابية. كما سأل من باب تحدي الفريق الآخر: اذا ربحتم الانتخابات، هل ستتمكنون من تشكيل حكومات من دون حزب الله؟!

هذا يعني، وفق المصادر، ان التيار الوطني الحر، اذا فاز بالاكثرية، لن يكتفي فقط بالتحالف مع حزب الله وبالجلوس معه في الحكومات، بل سيقبل من جديد، بالجلوس مع حركة امل واطراف 8 آذار الاخرى ايضا “لان التيار لا يمكن ان يبقى وحده”، وذلك يعني ايضا “عمليا”، ان تعطيل مشاريع الوطني الحر وخططه، سيستمر، خاصة وأن التيار يتهم حركة امل ووزرائها بـ”فركشة” المسار الاصلاحي وبحماية الفاسدين ويعتبرها من المنظومة، حتى انه يتهم حزب الله بالتقصير في دعمه في الملفات الداخلية المتعلقة بالاصلاح، وبمجاراة امل والوقوف عند خاطر رئيسها الرئيس نبيه بري، في هذه القضايا.

المشهد واضح اذا، تتابع المصادر. في حال فاز التيار الوطني بالاكثرية، لا شيء سيتغير ونهج التخبط في الحكم وتعثر عجلة الانقاذ لالف حجة وعذر، من “ما خلونا” الى “النكد السياسي” الى “الحرباية”، باق ولن يتبدل، ومعه غرق اللبنانيين اكثر في ازماتهم المعيشية والمالية والحياتية والسياسية، التي ستفاقمها قطيعة عربية خليجية وعزلة دولية، لن تتبدل هي الاخرى اذا عادت 8 آذار من جديد الى الامساك بدفة الحكم في لبنان والى التحكم بقراره.. فهل يريدون تمديد اقامتهم في “جهنم” لـ6 اعوام اضافية؟

شاهد أيضاً

جميل السيد ينتقد هوكستين…غادر مرتاحاً وترك لبنان تحت القصف

في منشور مثير عبر منصة “إكس”، وجه النائب جميل السيّد انتقادات لاذعة للوسيط الأميركي آموس …