كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
مرّ مجلس الوزراء بـ”امتحان” صعب خلال مرحلة بحث الموازنة وإقرارها، ومرورها بإتجاه المجلس النيابي، الذي كاد انّ يفجره ملف التعيينات في حال أصرّ عليه الرئيس ميشال عون ومن خلفه التيّار الوطني الحر.
بالمقابل، يحاول رئيس المجلس النيابي نبيه برّي رفض كل التعيينات لأنّهُ من غير المقبول فتح هذا الملف قبل اشهر قليلة من الانتخابات النيابيّة، ومن غير المنطقي في السياسة تثبيت شخصيات لعهد سينتهي قريباً.
وعليه، محاولة العهد لإقالة حاكم المركزي رياض سلامة، وما يمثل من ورقة انتخابية هامّة للتيّار وعون – اللذين يقودان ضغوطاً لإقالته وتعيين بديلاً محسوباً لهما – اصطدمت بحركة امل الرافضة لأيّة تعيينات ويدعم موقفها “حزب الله” بحسب مصادره.
ويراكم عون وتياره الخسائر السياسية الواحدة تلو الاخرى، بعد سلسلة من الخيارات والتصرفات الخاسرة بدءاً من فشل التعديلات على قانون الانتخابات النيابية، وصفقة المقايضات الشهيرة بالتعيينات وملف إزاحة المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وتعذّر الدعوة إلى عقد طاولة الحوار الوطني في بعبدا.
وتقول مصادر معنيّة لوكالة “اخبار اليوم”، انّ ثمة مواقع في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ايضاً شاغرة لكن من غير الوارد حالياً البحث في ملئها نظراً لخصوصية هذين الموقعين مع اقتراب نهاية ولاية عون.
ووسط هذا الجدل، تؤكد المصادر، رفض برّي ايضاً اجراء التعيينات والتشكيلات في وزارة الخارجية حتى اشعار آخر.
الى ذلك، وفي ظل هذه المواقف، لم تتردد جهات برتقالية بتحميل حزب الله بشكل مباشر مسؤولية العرقلة في التعيينات لارضاء برّي، فالكُرة أصبحت الآن في مرمى “الثنائي الشيعي” والرئيس نجيب ميقاتي.