جاء في “المركزية”:
يقف لبنان امام مفترق طرق “مفصليّ” في تاريخه الحديث: إما يختار البقاء في المحور الايراني المعزول عن العالم، والذي جرّه حزب الله إليه، أو يختار نموذج لبنان الجمهورية المسالمة صاحبة العلاقات الممتازة مع دول العالم قاطبة ومع العواصم الكبرى فيه، صلة الوصل وواحة الحوار بين الشرق والغرب، وبين المتنازعين اقليميا ودوليا.. وهو الخيار الذي يطرحه فريق معارضي “الحزب”، فيما تُقدّم بكركي الآلية “العملية”، لتحقيقه والوصول اليه، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
فالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرفع منذ اشهر لواء الحياد ويطالب في كل مناسبة وموقف، بإقراره دوليا، كما ويشدد، شأنه شأن الفريق السيادي، بضرورة تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان. ووفق المصادر، بات ثنائيّ “الحياد الايجابي – القرارات الدولية”، ضروريا اليوم اكثر من اي يوم، وتثبت الحاجة اليه اكثر، ساعة بعد ساعة، عندما نرى الانهيار السيادي والسياسي والاقتصادي والمالي الذي تغرق فيها البلاد.
من روما، كرر الراعي نداءه في هذا الشأن. فشدد في سلسلة مواقف صريحة ومباشرة الثلثاء، على أنّ الدولة اللبنانية لا توجد فيها “سلطة مركزية تتخذ القرار، وهذا ما يحول دون تطبيق اتفاق الطائف في الشق المتعلق “على سبيل المثال بحل جميع الميليشيات”، مشيراً “في ظلّ الواقع القائم إلى أنّ السلاح هو من يحكم الحياة السياسية اللبنانية راهناً لأنّ من يملكه هو الذي يقرر”. انطلاقا من هنا، ناشد البطريرك الماروني المجتمع الدولي مساعدة لبنان على “استعادة هويته كدولة ديمقراطية لأننا لسوء الحظ فقدنا هويتنا وانفصلنا عن العالم وينظر الجميع إلينا كدولة حرب”، وأضاف” “لبنان مريض ولا بد من علاجه، لذلك نحن بحاجة إلى مؤتمر دولي خاص به تحت مظلة الأمم المتحدة، فهو يجب أن يكون محايداً لأن ذلك من صميم طبيعته، ولا يمكن أن يكون جزءاً من حروب، من مجموعات إرهابية هنا وهناك”، معربا عن أسفة لان “لبنان اليوم انفصل عن العالم بأسره، فعندما وقع الانفجار في المرفأ ساعدت كل الدول اللبنانيين وليس الحكومة، لأننا غير معترف بنا في أي مكان، وحتى دول الخليج انفصلت عن لبنان”.
لكن، وفق المصادر، كي يهب المجتمع الدولي الى مساعدة بيروت في تحقيق الحياد وفي انقاذ نفسها من ورطتها الاقتصادية، وفي تطبيق القرارات الدولية التي تعتبر ألفباء بناء الدول سيما وأنها تتعلّق بحصر السلاح بيد القوى الشرعية لأن لا دولة يمكن ان تقوم وعلى اراضيها جيشان… على اللبنانيين أوّلا أن يحسموا أمرهم، وأن يحددوا اي خيار من الخيارين المذكورين اعلاه، يريدون، والفرصة المتاحة امامهم لقول كلمتهم في “هوية” وطنهم، وإسماعها للعرب والعالم، هي في 15 ايار المقبل… وعليهم بعدم تضييعها!