صدر عن هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى البيان الآتي: “تنطح محامي الشيطان ردا على بيان الإدارة العامة للتبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الصادر بتاريخ 5/2/2022 للتحذير من بعض المتمشيخين، ودفعا للشبهات والتضليل كان لا بد من توضيح بعض النقاط للأهل والإخوة المؤمنين ” ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة”:
أولا: إن هيئة التبليغ الديني هي هيئة أنشأت في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بإقرار (نظام عام هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى) الصادر بتاريخ 3/8/2004 رقم ت د 4/2004، استنادا للقانون رقم 72/67 الصادر بتاريخ 19/12/1967 (تنظيم شؤون الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان) ، وللقرار رقم 15 المكرس بالقانون رقم 20/86 ( تحديد النظام الداخلي للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ) لا سيما الفقرتين الثانية والخامسة من المادة 23 منه ، ولقرار الهيئة الشرعية المنعقدة في تاريخ 29/7/2004 ، وذلك لتنظيم الجهاز الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كما صرحت به المادة الأولى من النظام. وقد حدد هذا النظام صلاحيات الهيئة بتشكيلاتها وأدوارها ومهامها وأهدافها بشكل واضح.
ومن تشكيلات هذه الهيئة إدارة خاصة بشؤون الحوزة العلمية في لبنان. وقد صدر لتنظيم شؤون الحوزة العلمية (نظام عام الحوزة العلمية في لبنان) بتاريخ 1/6/2015 رقم 1/2015، ليحدد أيضا التشكيلات والتنظيمات المتعلقة بالحوزة العلمية في لبنان وقد طبقت هذه الأنظمة بتدرج وعمل بها منذ العام 2011، أي منذ ما ينيف على عشر سنوات.
ثانيا: إن ما يتخيله البعض من أن هيئة التبليغ الديني من واجبها الانخراط أو التدخل في كل الشؤون العامة أيا كانت صفتها وعناوينها هو واهم، ذلك أن واجبها العمل ضمن أهدافها المحددة بالمادة العاشرة من النظام العام والتي تتمحور جميعها حول الشأن الديني وشؤون علماء الدين.
وإن أي تجاوز لهذا الإطار هو خروج عن دور المؤسسة، وتجاوز لواجباتها، ودخول في الفوضى التي تهدد النظام الاجتماعي الذي لا يمكن أن يستقر إلا بقيام كل بدوره دون التجاوز والإفتئات على دور غيره، فما تطالب به هيئة التبليغ الديني من أدوار لا تدخل في نطاق صلاحياتها هو دعوة للدخول في دوامة الفوضى التي تعصف في كثير من المواقع الاجتماعية والسياسية.
هذا مع إلفات النظر إلى أن علماء الدين المبلغين الأجلاء سواء المنتسبين إلى الهيئة أو المنتمين إلى الحوزة العلمية في أطر الأنظمة المعتمدة التي تلقي على عاتقهم أدوارا خاصة، هم يقومون بأدوارهم العامة كعلماء من واجبهم إرشاد الناس ومعاونتهم على جميع الأصعدة، فهم يعيشون أوجاعهم ويعضدون ضعفاءهم دون تباه وتظاهر وتفاخر كمشايخ الشاشات الذين “إن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون”.
ثالثا: إن هيئة التبليغ الديني تضم بين جوانحها الأجلاء من العلماء، وبالتالي فهي تستبطن الأهلية والاختصاص لتقييم الشخصيات العلمية، لذا فإن من واجبها كهيئة وكأفراد تحذير المؤمنين من المتمشيخين والمتمرجعين الذين يشكلون خطرا على العقيدة الدينية، والمفاهيم المستمدة منها، والقيم المترشحة عنها، والشريعة المستندة إليها.
أما محامي الشيطان الذي ينعق مع كل ناعق ويميل مع كل ريح، ولم يستضىء بنور العلم ولم يلجأ إلى ركن وثيق، أين هو من شرف أهلية الهيئة مؤسسة وأفرادا حتى يتجرأ بوقاحة على المرجعيات الرشيدة التي تشع علما وهداية وحفاظا على المذهب ورعاية للطائفة ويصفها بالمظلمة، فهو وأمثاله لا يعدون كونهم إلا “ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور”.
أيها المؤمنون كونوا على حذر من مشايخ الشاشات المشبوهة وأضرابهم من “الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”.
“يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون”.