‏ميقاتي والسنيورة ينضمان والبحث جارٍ لتنسيق إخراج «مُشاركة المستقبل»

كتبت جويل بو يونس في “الديار”:

في تموز 2021 اعتذر سعد الحريري عن تشكيل الحكومة ، وفي الشهر نفسه سمى المستقبل من على منبر بعبدا، نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الموعودة، فدخل ميقاتي «جنة السراي» وطار الحريري نائيا بنفسه عن الساحة اللبنانية.

اشهر عديدة مرت على غياب زعيم التيار الازرق عن لبنان سادها تخبط كبير داخل التيار الازرق والف علامة استفهام طرحت حول مصير الحريرية السياسية وامكان خوض الحريري نفسه الانتخابات من عدمه، وعلى بعد اشهر من الانتخابات، ها هو زعيم التيار الازرق يعود الخميس الى بيروت وبيده وحده القرار الحاسم.

ولان القرار «حاسم» ومصيري، كان لا بد من ان يستهل الحريري جولته من السراي ودار الفتوى التي يلجأ اليها الحريري قبل اتخاذ اي قرار يعنى بمستقبله او مستقبل تياره السياسي، ولا سيما ان دار الفتوى تعتبر المرجعية الدينية الاساسية للطائفة السنية. وبالفعل توجه الحريري فور وصوله الى بيروت للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنضوي تحت لواء نادي رؤساء الحكومات السابقين وسط موقف برز امس للرئيس تمام سلام يعلن فيه العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية.

معلومات الديار من مصادر في المستقبل، رات ان توقيت اعلان سلام قراره لا يمكن فصله عما قد يعلنه الحريري وسط حديث بدأ يحكى في الكواليس عن اتجاه لدى كل من الرئيس ميقاتي كما الرئيس فؤاد السنيورة لاتخاذ قرار مماثل بعدم الترشح شخصيا للانتخابات ايضا، علما ان ميقاتي سيشكل لوائح لخوض الانتخابات.

المصادر تكشف انه خلال لقاء ميقاتي الحريري تم خلاله ابلاغ الاخير لرئيس الحكومة ان قراره بعدم الترشح شخصيا محسوم كما انه يبحث بعدم خوض المستقبل الانتخابات بلوائح باسم المستقبل وهو يفكر في كيفية الاخراج لخوض المستقبل الاستحقاق ، الا ان ميقاتي نصح الحريري بعدم مشاركة المستقبل. بعد السراي كانت المحطة في دار الفتوى حيث اجتمع الحريري بالمفتي دريان للتشاور ووضعه ايضا بجو القرار الذي سيتخذه ومبلغا المفتي انه يدرس قراره بشان خوض المستقبل الانتخابات.

وفيما حكي عن لقاء سيعقد بالساعات المقبلة في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، كشفت معلومات الديار ان التواصل بين الرجلين لم ينقطع اثناء وجود الحريري في الخارج فاكثر من اتصال سجل على خط عين التينة-ابو ظبي كان اخره مطلع العام الحالي جدد خلاله رئيس البرلمان لرئيس المستقبل التاكيد انه ينتظر عودته للتشاور في قراره الانتخابي. وسط معلومات مؤكدة ان الرئيس بري يصر على وجوب خوض الحريري كما المستقبل الانتخابات ، وهنا لا بد من التذكير بكلام رئيس مجلس النواب منذ اسابيع الذي شدد خلاله على الاهمية القصوى لمشاركة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتيار «المستقبل» من موقعهما التمثيلي في هذا الإستحقاق»، منبها الى ان «أي انكفاء من قبلهما عن المشاركة في الانتخابات قد تكون له تداعيات على خريطة البرلمان المقبل».، بحسب بري.

ولكن اي قرار قد يتخذه الحريري؟ ما مصير التيار الازرق؟ هل يترشح نواب المستقبل بلوائح لا تحمل اسم «لوائح المستقبل» وتكون مدعومة من شخصية اخرى غير الحريري من داخل البيت الازرق او من رؤساء الحكومات السابقين؟ او يترشح النواب بشكل انفرادي في اللوائح التي يرونها مناسبة ؟ لعل الاجوبة عن هذه الاسئلة لن تتضح الا بعد ما سيعلنه الحريري نفسه، لكن مصادر موثوق بها مقربة الى الرئيس الحريري اكدت للديار ان الاخير حسم خياراته والاتجاه هو لعدم ترشحه شخصيا ، وهو اتى الى بيروت لتبليغ القرار ، مرجحة الا تكون هناك مفاجآت عكسية متوقعة في هذا الاطار.

لكن ماذا عن مشاركة المستقبل من عدمها؟ وفي حال المشاركة فتحت قيادة من؟ فهل يخوض «الازرق» المعركة بلوائح «مستقبل» في مختلف المناطق او تغيب لوائح المستقبل فيترشح من يريد من النواب اما انفرادا او باخراج يكون عبر لوائح مدعومة من رؤساء الحكومات السابقين مثلا؟ ردا على هذه الاسئلة تشير المصادر المطلعة على جو الحريري عبر الديار الى ان دور تيار المستقبل في الانتخابات المقبلة لم يحسم بعد وهو النقطة المتبقية للنقاش التي ستشكل الطبق الاساس على طاولة اجتماع مرتقب باليومين المقبلين لكتلة المستقبل والمكتب السياسي للكتلة يناقش خلاله الحريري مع نوابه «الترشح» واخراجه الملائم علما ان معلومات الديار تؤكد ان بدء الحريري جولاته من السراي وبعدها دار الفتوى بعد غياب طويل وحال تخبط داخل التيار الازرق اثار امتعاضا لدى غالبية نواب البيت المستقبلي الذين تساءلوا كيف لا يلتقي بهم الحريري اولا ليضعهم بصورة قراره ولا سيما ان مصيرهم مرتبط بما قد يقرره هو، وقد ترددت اكثر من عبارة على اكثر من لسان نائب مستقبلي مفادها:» نحنا بدنا نعرف حالنا شو نعمل»!

وبانتظار اجتماع كتلة المستقبل برئاسة الحريري فالمعلومات تفيد ايضا بان اجتماعا سيعقد لرؤساء الحكومات السابقين الاسبوع المقبل يتم بعده الخروج بموقف واحد منسق، ولا سيما ان مصادر موثوق بها تواصلت بالساعات الماضية مع الحريري اشارت عبر الديار الى انه من الواضح ان الحريري عاد لا بنفس خوض معركة انتخابية شرسة عبر تيار المستقبل بل بنفس تنسيقي مع رؤساء الحكومات السابقين لبحث كيفية الاخراج لمشاركة المستقبل في الانتخابات والامر يفسر بمجرد زيارته الاولى التي كانت للسراي والرئيس ميقاتي.

فهل يقرر الحريري عدم الترشح شخصيا للانتخابات كما عدم مشاركة المستقبل في الاستحقاق؟ انه خيار مستبعد تجزم اوساط موثوق بها اذ لا يمكن للحريري ان يقف بوجه رغبة المجتمع الدولي ويعلن مقاطعة المستقبل للاستحقاق الانتخابي!

فهل يعزف عن الترشح شخصيا على ان يخوض المستقبل الانتخابات بلوائح للمستقبل لا يتراسها هو شخصيا بل شخصية اخرى كبهية الحريري او نجلها احمد مثلا؟ او يترشح نواب المستقبل بدعم من رؤساء الحكومات السابقين؟ هنا تشير الاوساط المتابعة الى ان لا حسم بعد باتجاه هذه النقطة ولو ان الميل هو لعدم تشكيل «لوائح مستقبل» وبالتالي «لا زيي ما هيّا « في ايار 2022، مع ترجيح الاحتمال الثالث اي تبني مرشحين للمستقبل بدعم من رؤساء الحكومات السابقين.

على اي حال وبانتظار القرار الحاسم الذي يملكه الحريري وحده ، فالاكيد ان غياب سعد الحريري عن المشهد السياسي سيترك فراغا كبيرا على الساحة السنية فهل من يخلف رجل الاعتدال السني كما يصفه كثيرون اذا ما قرر عدم خوض الانتخابات ليملأ مكانه الفراغ؟

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …