كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
حتى الساعة، لم تتبلور صورة واضحة حول التحالفات الانتخابية في دائرة الجنوب النبطية، فالمعارضة في مخاض عسير لولادة نواة لائحة متجانسة، غير انها فشلت حتى الساعة جراء تصادم الافكار وانتظار قرار الحزب الشيوعي بخوض الانتخابات، والمعطيات تشير الى أنه حتى الساعة لم يحسم خياره بخوض المعركة ام لا، بإنتظار متغير ما، رغم ان الحراك الاعتراضي يعلق آماله عليه، كورقة قوية لتحالف اليسار ضد اليمين الحزبي، وربما هذا ما يؤدي الى تشتت الخيارات، رغم ان هناك اسماء إعتراضية بدأت تخرج الى الساحة، وتعقد سلسلة لقاءات لها لتجييش الرأي العام وجذبه، مع يقينها المسبق أن الرأي العام قراره شبه محسوم، لان لعبة المنازلة بينهم وبين ثنائي السلطة “حزب الله” وحركة “امل” غير متكافئة.
فوفق المعلومات كل الاسماء المطروحة اليوم للانتخابات من خارج دائرة الثنائي جرّبت حظها في انتخابات 2018وسقطت عند اول اختبار، ولم تحظ الا بأعداد قليلة جداً من الاصوات، وتعيد مصادر السبب الى القانون الانتخابي المعلب الذي جاء ليخدم احزاب السلطة فقط، بحيث شطب حق الناخب بالاختيار، وفرض عليه لائحة معلبة مسبقاً، جاهزة للنزول في صندوقة الاقتراع.
المؤكد ان الكل بدأ يعدّ العدّة لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي المقبل، المعارضة تريد تسجيل موقف رافض للسياسة المتبعة، سواء الاقتصادية والمالية والمعيشية والاصلاحية، وتطرح عناوينها من داخل هذا السياق، وتعزف على وتر جوع الناس، ومع ذلك لم تتمكّن حتى الساعة من تجميع نفسها، والثنائي الشيعي الذي اكمل عدّته الانتخابية، وبدأ بجذب الناس عبر سلسلة برامج لدعمهم مالياً ومعيشياً، اذ تشير المصادر الى أن الطرفين يعملان على تقديم خدمات مالية، طبية، اعانية للناس، وتوزيع مساعدات مالية شهرية للفقراء وللذين تحت خط الفقر، وهو ما تعجز عنه الحركات الاعتراضية التي تفشل في تقديم خدمات موازية للناس.
صحيح ان المعركة غير متكافئة بين من يطرح نفسه مرشحاً اعتراضياً في وجه ثنائي “امل” ـ “حزب الله”، غير ان المعركة الاكبر ستكون على الصوت التفضيلي، الذي يقرر من يسيطر على الشارع الشيعي اكثر، اذ وفق المعلومات لن يتنازل “حزب الله” لاحد عن الاصوات التفضيلية، رغم ان التزامه سيكون باللائحة، وهذه المنازلة الكبرى، اذ وفق ارقام انتخابات 2018فإن الصوت التفضيلي صب لمصلحتهم، وسقط ياسين جابر في الاستحقاق غير ان ترشحه في لائحة التحالف انقذه، وكذلك الحال بما خص النائب هاني قبيسي، والسيناريو نفسه قد يتكرر في الاستحقاق المقبل، وهو ما يدفع بكلا الطرفين للعمل اكثر من اجل كسب رضى الناس، ما يعني ان المعركة ستكون قاسية بما خص الصوت التفضيلي.
واكثر من ذلك، تشير المصادر الى ان الثنائي يعمل حالياً على استقطاب الصوت الشيعي في بيروت، لان الكفة الكبرى له، وتعقد سلسلة لقاءات معهم وسلة دعم متكاملة تقدم لهم، وتشير المعلومات الى ان التقديمات الصحية للناس كبيرة جداً ان لجهة تأمين الادوية او دفع فواتير المرضى والعمليات الطارئة والمستعجلة، وهذا الامر لا يسري على الجهة المعارضة التي تحاول ترتيب بيتها الداخلي بصعوبة جداً، ولملمة نفسها في نواة لائحة لتتمكن من مواجهة الخصم. ومن ابرز الاسماء المرشحة الدكتور امين صالح، نديم عسيران، الدكتور مصطفى بدر الدين، والذين يجهدون لجمع صفوف المعارضة، وينتظرون ما سيرشح عن الحزب الشيوعي على اعتبار انه الاكثر نفوذاً بينهم، رغم انهم يخشون عزوفه عن الانتخابات، وبالتالي اسقاط آخر فرصة للمواجهة المحتملة. ووفق المعلومات فإن القوة الاعتراضية ترغب في النجاح بتشكيل لائحة ولو غير مكتملة، وتسعى لفرض نفسها على الساحة، رغم ادراكها أن المعركة في الجنوب شبه محسومة، فهي لا تعدو كونها استفتاء على شعبية الثنائي. ووفق المعلومات فإن نقطة ضعف المعارضة انها لم تستفد من ثورة 17 تشرين ولم تستطع توحيد نفسها، بل بقيت مشتتة ومتناثرة، وغير قادرة على تشكيل نواة بيان موحد، وهذا ما يؤثر سلباً حالياً على وجودها، رغم محاولاتها الحثيثة لتعويض ما فاتها من فرص، رغم ادراكها ان الوضع حالياً كان مهيأ لبروز نجمها لو جرى استغلال المرحلة السابقة، وهو ما تدفع ثمنه حالياً. غير ان المعارضين يعولون على المزاج الشعبي الناقم على الاحزاب، وان كان صوتهم لن يصب في مصلحتهم لانهم لم يلعبوا دور المخلص خلال الفترة الماضية، ما يعني وفق المصادر أن المعارضة ستبذل قصارى جهدها لخوض معركة تثبيت ارضية لها من دون خوض معركة كسر عظم لتغير نظم الحياة السياسية في الجنوب.