أنهي الموفد الفرنسي منسّق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان زيارته لبيروت التي استمرت ثلاثة أيام بعدما استكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين والتقى وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وتم البحث في الإصلاحات التي يعمل عليها لبنان ومدى تقدّمها، لا سيما لجهة قانون المنافسة.
وافادت” البناء” أن دوكان أجرى نقاشاً مستفيضاً حول لبنان، في لقاء على مائدة جمعه بالمستشار الاقتصادي فادي العسلي، وزير المال يوسف الخليل، الوزيرين السابقين ملحم رياشي ورائد خوري، والنائب المستقيل نعمة افرام. وحضر أيضاً رئيس جمعيّة تجّار بيروت نقولا شماس.
ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع تأكيده أن كل ما يجري من تأويلات في لبنان حول عدم اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس ميشال عون لا اساس له من الصحة وأن عدم الاتصال مرده ان ماكرون لديه اجندة مليئة بالسفر والتنقل داخل اوروبا وفرنسا وان السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو زارت الرئيس عون لتضعه في صورة لقاءات ماكرون في الخليج وليس هناك اي خلاف بين بعبدا والاليزيه. وعن سبب عدم لقاء السفير بيار دوكان بالرئيس عون قال المصدر ان دوكان لا يزور الرئيس خلال زياراته التقنية إلى لبنان.
وكتبت” الاخبار”: ان دوكان ابلغ المسؤولين اللبنانيين، الذين التقاهم في بيروت، أن باريس اتفقت مع السعودية ودول أخرى على أنه لا يمكن أن يكون هناك أيّ دعم خاص للبنان قبل إقراره اتفاقاً واضحاً مع صندوق النقد الدولي، مشدّداً على أن الاتفاق مع الصندوق «ممرّ إلزامي لأيّ مساعدات»، وأن الاتفاق يجب أن يُنجز قبل الانتخابات النيابية المقبلة ولو في حدّه التقني. وأوضح دوكان أن القروض المفترض بالصندوق تقديمها للبنان لن تأتي دفعة واحدة، بل ستصل تباعاً بحسب برنامج الإصلاحات المنوي تنفيذه على أكثر من صعيد.
من جهة أخرى، كرّر دوكان اهتمام بلاده بتولّي إعادة إعمار مرفأ بيروت. وهو زار لهذه الغاية وزير الأشغال العامة علي حميّة وناقش معه الوضع العام وعمل وزارته، وأثنى على الخطوات التي يقوم بها الوزير لناحية فتح الباب أمام عروض جهات عدة للمساهمة في المشروع. وسمع دوكان من حميّة شرحاً لخطة عمله في الوزارة، لافتاً الى أن الإصلاحات التي يعمل عليها «تتمّ وفق مصالح لبنان وحاجته إليها، وليست تحت أي ضغط خارجي».وتبلّغ حميّة من دوكان ترحيب الحكومة الفرنسية بزيارته باريس منتصف الشهر المقبل، والتي تتضمّن لقاءات مع شركات ومؤسسات تعمل في قطاعات المرافئ والموانئ البحرية والجوية والسكك الحديد. وكان ممثلو القطاع الخاص الفرنسي المهتمّ بالعمل في المرفأ قد وجّهوا دعوة الى حميّة لزيارة فرنسا، وتولّت الجهات المعنية في السفارة الفرنسية في بيروت ووزارة الخارجية ترتيب جوانب من الزيارة ولا سيما الشقّ المتعلّق بالاجتماعات الرسمية بين حميّة ومسؤولين فرنسيين. وهي نقطة مهمة كون حميّة محسوباً على حزب الله، وكون الاجتماعات الرسمية التي سيعقدها ستعطي الزيارة بعداً سياسياً رغم طابعها التقني الغالب.”