رغم النجاح والإيرادات المرتفعة التي يحققها الفيلم الأميركي “الحرب الأهلية” Civil War، إلا أنّ صنّاعه تعرضوا لهجوم عنيف بسبب لجوئهم إلى الترويج له من خلال ملصقات إعلانية تم ابتكارها عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وكانت شركة A24 الأميركية نشرت 5 ملصقات إعلانية تظهر الدمار في عدد من المدن الأميركية بعدما مزّقتها الحزب الانفصالية وحوّلتها إلى مدن غير صالحة للعيش فيها.
وذكرت صحيفة “هوليوود ريبورتر” أنّ الملصقات زادت من تشويق الجمهور لمشاهدة الفيلم الذي بلغت تكلفته الإنتاجية 50 مليون دولار، لكن الصدمة كانت أن الأحداث التي شاهدوها ضمن الفيلم في السينما خلت مما رأوه على الملصقات.
اعتبرت الانتقادات أنه ترويج وهمي استعين به بالذكاء الاصطناعي، وعبّر الكثيرون عن امتعاضهم عبر مواقع التواصل، معتبرين أن الشركة باعتهم “الوهم والكذب” من أجل جذبهم لمشاهدة الفيلم.
وفيما أعرب البعض عن احترامهم للشركة وصدمتهم من تصرفها، انقض آخرون على فكرة اللجوء للذكاء الاصطناعي من أجل خداع الناس، مشيرين إلى عدد من الأخطاء الجغرافية وتشويه المعالم الطبيعية البارزة.
وأعطوا مثالاً بأنّ أبراج المارينا في شيكاغو يقعان على نفس الجانب من النهر، لكن في الصور الإعلانية ظهرا متقابلين، بينما ظهر في حطام مدينة ميامي سيارة بثلاثة أبواب فقط، وحجم البجعة العملاقة في بحيرة لوس أنجلوس.
وعن سبب اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي للترويج للفيلم، ذكر مصدر مقرب من الشركة للصحيفة بأنّ نشر الإعلانات يساعد في تصوّر التأثير الوطني للحرب الخيالية التي يطرحها.
وإذ أكد أنها صُنّعت عن طريق الذكاء الاصطناعي، أشار إلى أنها مستوحاة من أجواء الفيلم ولو لم تكن واردة فيه، ولذلك أراد المنتجون تقريب الفكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصور قوية لمعالم الشهيرة وقد تحولت إلى وضع بائس.
ورغم الضجة التي أحدثها الفيلم إلا أنّه افتتح بإيرادات أفضل من المتوقع بلغت 25.7 مليون دولار، وفقاً للصحيفة. كما لفتت إلى أن مؤلفه ومخرج الفيلم أليكس غارلاند، كان هو نفسه الذي أخرج عام 2014 فيلم Ex Machina، الذي تتمحور قصته حول مخاطر الذكاء الاصطناعي.